قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الأربعاء، إنها “سخرية مأساوية” أن يواجه السوريون العاديون “معاناة إنسانية شديدة ومتزايدة” في هذا الوقت من الهدوء النسبي بعد أكثر من عشر سنوات من الصراع.

وأشار غير بيدرسون إلى “العوز الاقتصادي والجائحة والنزوح والاعتقال والخطف، بينما يستمر الصراع العنيف والإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان” في البلاد.

وأخبر بيدرسون مجلس الأمن الدولي بأن هذه المشكلات “تتطلب اهتمامنا” وعملية سياسية في سوريا، كما دعت القوى الرئيسية في عام 2012 وتبنى المجلس في عام 2015. لكن جهود السلام وصلت إلى طريق مسدود.

وبينما هدأ الوضع العسكري نسبيا في بعض المناطق، قال بيدرسون إن “البوادر المتكررة على صراع محتدم مازالت موجودة”. وأشار إلى ارتفاع وتيرة العنف في عدد من المناطق، واستمرار القصف من الجانبين، وشن غارات جوية بعضها من إسرائيل، وبعض الهجمات الأخرى التي اتهم تنظيم “داعش” بالوقوف وراءها.

وعلى الصعيد الاقتصادي، قال بيدرسون إن الليرة السورية استقرت بشكل ما “لكن أسعار السلع الأساسية وتكاليف النقل تظل بعيدا عن متناول الكثير من السوريين”. وأضاف أنه “في العديد من المناطق، تظل خدمات مثل المياه والكهرباء والصحة” عرضة للخطر. وتابع “اختصارا، نرى نفس المعاناة ونفس النمط من الأحداث والآليات شهرا بعد شهر- وهو نمط أخشى أنه يدفع السوريين أكثر فأكثر نحو هوة أعمق”.

يأتي ذلك تزامنا مع الانتخابات الرئاسية المتوقع فوز بشار الأسد بها، وسط تنديد أميركي وأوروبي.

وتوجه السوريون في مناطق سيطرة القوات الحكومية، الأربعاء، إلى مراكز الاقتراع في انتخابات رئاسية هي الثانية منذ اندلاع النزاع المدمر قبل أكثر من عقد من الزمن، ومن شأنها أن تمنح بشار الأسد ولاية رابعة لمدة 7 سنوات إضافية.

وأدلى الرئيس بشار الأسد بصوته في مركز اقتراع في دوما، المعقل السابق للمعارضة المسلحة.

وفي بلد أنهك النزاع بناه التحتية واقتصاده، وأودى بحياة أكثر من 388 ألف نسمة وشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، شككت قوى غربية عدّة بنزاهة الانتخابات حتى قبل حصولها، واعتبرها معارضو الأسد “شكلية”.