خلال الأسبوع الممتد من 14 إلى 20 حزيران/ يونيو الجاري، تلقت جمعية محلية في مدينة كاليه شمال فرنسا شهادات صادمة من مهاجرين كانوا ضحايا لأعمال عنف خطيرة من قبل الشرطة. وتعرب جمعية “يوتوبيا 56” عن قلقها إزاء الارتفاع الحاد في أعمال عنف الشرطة منذ وقوع الاشتباكات بداية هذا الشهر بين الجالية الإريترية وقوات الأمن.

شهادات صادمة وثقها ناشطون حول حوادث عنف الشرطة المتزايدة والتي لم يسبق لها مثيل في مدينة كاليه الساحلية شمال فرنسا. وبين 14 و20 حزيران/ يونيو، جمعت منظمة “يوتوبيا 56” شهادات من مهاجرين تعرضوا للاعتداء والإهانة على يد الشرطة الفرنسية.

ونشرت الجمعية على فيسبوك يوم الثلاثاء 22 حزيران/ يونيو الشهادات التي جمعتها، وورد فيها إلقاء الشرطة قنابل غاز على الخيام وضرب المهاجرين، وذكرت حوادث منها تبوّل ضابط شرطة على رجل وترك أشخاص حفاة على طريق سريع وحرق ساقي رجل باستخدام ولاعة.

قالت منسقة جمعية “يوتوبيا 56” في كاليه سيلوي ميدريان لمهاجر نيوز “يحدث هذا العنف عادة في الليل، في معظم الأوقات عند محاولة المهاجرين العبور [إلى المملكة المتحدة]، لذلك لا أحد يراه”.

وفقا لها، غالبا ما يكون التوتر بين المهاجرين والشرطة أعلى في الصيف بسبب تزايد عدد الوافدين إلى كاليه، وما ينتج عن ذلك من زيادة في محاولات العبور إلى المملكة المتحدة.

لكن أعمال العنف التي ارتكبتها الشرطة أو قوات حفظ الأمن (CRS) منذ بداية حزيران/يونيو كانت أكثر خطورة. فأحد المهاجرين كانت “علامات الحروق على ساقيه” واضحة، وقال لفريق يوتوبيا إن “أحد ضباط الشرطة ثبّته بينما قام آخر بإحراقه بولاعة”.

وحاول مهاجرنيوز التواصل مع محافظة با دو كاليه للحصول على رد حول تلك الاتهامات الخطيرة، لكن المحافظة لم تعلّق على ما ورد.

محاكمات نادرة

بالنسبة لمنسقة جمعية “يوتوبيا 56″، كانت الاشتباكات بين ضباط الشرطة وأفراد من المهاجرين الإريتريين ليلة 1 و 2 حزيران/ يونيو هي بداية هذا العنف المتزايد. كان من الممكن أن يتصاعد الموقف في ذلك المساء بعد أن هاجم ضابط شرطة مهاجرا كان يحاول العبور إلى بريطانيا. وقالت قوات الأمن إن سبعة من ضباط الشرطة أصيبوا في الاشتباكات. كما كان هناك العديد من الجرحى بين المهاجرين، ولا يزال اثنان منهم في المستشفى بعد تعرضهما لإصابة خطيرة في إحدى العينين بسبب قنابل الغاز التي أطلقتها الشرطة.

وتشدد الجمعية على أهمية تقديم شكوى حيال العنف المرتكب ضد المهاجرين، ولكن في الواقع من النادر للغاية أن يتم رفع دعاوى. وقد يتردد المهاجرون في تقديم شكوى، مع العلم أن العملية القضائية ستكون طويلة والمهاجرون يأملون مغادرة كاليه في أسرع وقت ممكن.

من الصعب أيضا الحصول على شهادات طبية لإثبات أنهم كانوا ضحايا عنف الشرطة. “إنه شيء صعب للغاية حتى يتمكن الأشخاص المصابون بصدمات نفسية من الحصول على حقوقهم. في بعض الأحيان، نقضي 7 إلى 8 ساعات في المستشفى للحصول على ورقة من طبيب يشهد بأن الشخص وقع ضحية لعنف الشرطة”، بحسب سيلوي ميدريان.

التقليل من أهمية العنف

وفقا للناشطة، قد يميل المهاجرون أيضا إلى التقليل من أهمية هذا العنف، وتشير إلى أنه “من المحتمل أن يكونوا قد عانوا بالفعل من أعمال عنف أسوأ خلال رحلتهم إلى المنفى”. حتى يكون للتنديد بهذا العنف تأثير أكبر، تخطط “يوتوبيا 56” للاتصال بالمدافع عن الحقوق.

كان الوضع متوترا خاصة مع بداية الصيف في كاليه، حيث لا تزال الجمعيات تخضع لحظر توزيع المواد الغذائية على المهاجرين، فيما تنفذ الشرطة عمليات إخلاء المخيمات في أي وقت من اليوم. المزيد من المهاجرين باتوا بلا مأوى وتصف الجمعيات الأشخاص بأنهم “مرهقون جسديا ونفسيا”.

“بعد وقوع الاعتداء، لا ينام الناس عدة ليال [خوفا من التعرض للاعتداء مرة أخرى]. علاوة على ذلك، المهاجرون الذين ليس لديهم خيام ولا معدات، ينامون على الأرض فوق قطعة من الكرتون. كل هذه الأمور تزيد ضعف الناس”، تستنكر سيلوي قائلة “الهدف واضح، هم يريدون تجريدهم من إنسانيتهم”.