ادعت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في سوريا أن عائلات بلدة “قلعة المضيق” بريف حماة بدأت بالعودة بعد سنوات من النزوح، ونشرت فبديو لفريقها يوم الأحد 11 تموز/ يوليو، أظهر أن البلدة خاوية على عروشها ولا أثر للسكان فيها، فيما بدت أكثر المحال محطمة الأبواب وبعضها ربضت فيها دبابات للنظام، مما يناقض ادعاءها، وزعمت المفوضية في تعليقها على الفيديو الذي نشرته على صفحتها في “فيسبوك” أن تواجد فريقها هناك كان بهدف تقييم احتياجات العائلات وتوزيع المساعدات الطارئة بعد أن تعرضت معظم المنازل في المدينة للدمار.
 وبات حجم الاجتياجات ضخماً ويحتاج العائدون إلى بدء حياتهم من نقطة الصفر، دون أن تشير إلى المسبب الذي يظهر جلياً من خلال الفيديو ذاته.
واللافت للنظر من خلال الفيديو المنشور أن التصوير تم على عجل وبارتباك واضح من قبل الفريق الذي زار البلدة، ما يشير إلى طبيعة المنطقة التي تعتبر منطقة عمليات عسكرية غير مأهولة بالمدنيين وأن العمليات العسكرية لم تنته بعد، علاوة على كون “قلعة المضيق” منطقة معسكرات للقوات الروسية والميليشيات العاملة معها وخاصة “فوج الطراميح” و”فوج طه” العاملين في “الفرقة 25 مهام خاصة” التي يقودها “سهيل الحسن” ذو التاريخ الموغل بالدماء، كما يقول الناشط الإعلامي “محمد العلي” لـ “زمان الوصل”، مضيفاً أن التسجيل لم يظهر أياً من العائلات التي تدعي المفوضية أنها جاءت لمراعاة وتقييم احتياجاتهم أو أي إشارة تدل على وجود بوادر حياة في البلدة التي ظهرت مدمرة بشكل شبه كامل.
وأظهر الشريط ذاته -حسب المصدر- عمليات التعفيش التي طالت تجهيزات البناء كالأبواب والنوافذ، علماً أنّ نسبة 90% من أهالي البلدة نازحون إلى المخيمات الحدودية والمناطق المحررة، و99% من أهالي أرياف حماه الشمالية والغربية، وهذا الأمر لا يخفى على المفوضية كون جميع المنظمات تعمل بتوجيه مباشر من الأمم المتحدة، إضافة إلى ذلك أظهر الشريط استخدام قوات نظام الأسد محال المدنيين التجارية في السوق الرئيسي للبلدة كمستودعات ذخائر ومخابئ للعربات العسكرية والدبابات التابعة لميليشيات نظام الأسد وحلفائه.
وعبّر “العلي” عن اعتقاده بأن فريق مفوضية اللاجئين وكوادر أخرى تتبع لمنظمة الأمم المتحدة العاملة في مناطق سيطرة قوات الأسد، لا تلتزم الحياد، ولا تتبنى أخلاقيات العمل الإنساني ومن تلك الكوادر من اختار -كما يقول- أن ينحاز إلى نظام الأسد وميليشياته، ومنهم المغلوب على أمره بسبب وجوده في منطقة تحكمها الأفرع الأمنية والعسكر.
وفي سياق تعليقه على فيديو المنظمة الأممية غرّد مدير منظمة الدفاع المدني السوري “الخود البيضاء” رائد الصالح على حسابه في “تويتر” متهماً إياها بالكذب “أنتم تكذبون وتعلمون أنكم تكذبون ومع ذلك تستمرون بالكذب أهالي قلعة المضيق هجرهم الأسد وميليشيات ايران والقصف الروسي وهم جميعهم يقيمون في مخيمات الشمال الغربي لسوريا التي من المفترض أن أحد وكالاتكم تقدم لهم الإغاثة”.
وكانت بلدة “قلعة المضيق” القريبة من مملكة “أفاميا” الأثرية مكتظة بالأهالي والمهجرين المقيمين فيها قبل سيطرة ميليشيات نظام الأسد وحلفائه عليها بفعل العمليات العسكرية في التاسع من أيار مايو/ 2019، ومن حينها لم يعد أي من أبنائها رغم سماح قوات النظام لنازحي بلدات أخرى مجاورة  بالعودة إليها.
زمان الوصل