توفي في السويد أمس الطيار السوري “عبد الرحمن الراوي” أحد الضباط الذين حاولوا الانقلاب على حافظ الأسد قبل أن يشي بهم أحد الأشخاص فغادر خلسة إلى العراق التي عاش فيها 11 عاماً قبل أن ينتقل إلى مدينة Landskrona‎‏ السويدية ليعيش فيها حتى أواخر حياته طاوياً سيرة رجل شجاع كان له دور بارز في سلاح الجو السوري والعراقي.
ينحدر “عبد الرحمن بن حسون بن علي بن عبد الحميد الراوي” من قرية “الصفصافة” بريف الرقة 1951 من عشيرة “الراوية الحسينية” العراقية. قدم جده “عبد الحميد الراوي” إلى منطقة الرقة إبان الحكم العثماني.
تزوج والده امرأة من عشيرة “الولدة”. واختص الشيخ محمد الفرج السلامة حسون الراوي بقطعة زراعية واسعة استولى عليها الإصلاح الزراعي بعد ذلك. وروى صديق الراوي “حمصي فرحان الحمادة” لـ”زمان الوصل” أن الراحل درس القرآن الكريم مع أطفال القرية على يد والده. والتحق بالمدرسة الابتدائية في قرية الصفصافة بعد افتتاحها عام 1958م حيث درس الصفين الأول والثاني الإبتدائي وأكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس حلب. وحصل بعدها على الثانوية العامة عام 1972م. ليلتحق بالكلية الجوية بتاريخ  1/ 10/ 1972 وتخرج منها برتبة ملازم طيار مقاتل. وبذلك يكون أول ضابط طيار من حملة الثانوية العامة من أبناء محافظة الرقة.
وتابع المصدر أن  الطيار الراحل  تنقل بين مطار “حسين جاهد” بدير الزور ومطار الطبقة ومطار المزة  وصدرت الأوامر لسربه من لوائه آنذاك بالاستعداد لقصف “تل الزعتر” للاجئين الفلسطينيين في لبنان  أواخر حزيران 1976 فاعتذر هو وثلاثة من زملائه  ومنهم  “أحمد عبد القادر الترمانيني” عن القيام بهذه المهمة متعللين بالمرض، وأذن لهم بعدم المشاركة بقصف المخيم، وبعد فترة بسيطة لُفقت للطيارين الثلاث تهمة سجنوا على إثرها 40 يوماُ وتم توقيفهم عن الطيران انضباطياً قبل أن يجري تسريحهم تعسفياُ بأمر مباشر من حافظ الأسد.
بعد أن أنهى الراوي خدمته العسكرية مضطراً برتبة عقيد عاد إلى قريته وعين بعد ذلك مديراً تجارياً في معمل السكر. وتم تعيينه بعد ذلك مديراً عاما لمعمل السكر.
وشارك الراوي سراً مع عدد من رفاقه الضباط بمخطط للإنقلاب على حافظ الأسد الذي بدأ منذ بداية وصوله إلى السلطة بعملية ممنهجة لإقصاء القيادات التي تعارض مشروعه الطائفي عن المواقع العسكرية الهامة، فخطط  الراوي-بحسب المصدر-  للانقلاب الذي لم يُكتب له النجاح، وكان السيناريو المخطط له يقضي بأن تتم السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين من خلال قيادة لواء المدرعات والانحدار فيه إلى دمشق العاصمة. ويتم بعدها الإعلان عن إنهاء مرحلة حافظ الأسد رسمياً لدى السيطرة عبر الإعلام الرسمي، غير أن وشاية من ضابط يُدعى “أحمد عبد النبي” أفشلت الخطة وأدت إلى اعتقال العشرات منهم وزجهم في سجون النظام وإعدام حوالي 30 من خيرة ضباط الجيش السوري آنذاك أما عبد النبي، فتم ترفيعه إلى رتبة لواء وتسليمه الفرقة الخامسة في “إزرع” بدرعا ثمناً لخيانته بحق زملائه.
غادر الراوي إلى العراق سرا بعد كشف تنظيمهم المعادي للنظام بداية عام 1981م. واستقر هناك مع أسرته مدة 11 سنة. شارك خلالها مع المعارضة السورية الجناح العسكري،  كما شارك في الحرب العراقية الإيرانية كطيار مقاتل. وتولى قيادة قاعدة المغاوير التي كانت تدرب المتطوعين العرب  ليشاركوا في القتال إلى جانب العراق.

عام 1991 غادر الراوي البلاد عام 1991م وتنقل بين عدة دول. ليستقر في السويد ويحصل مع عدد من أفراد عائلته على الجنسية السويدية.

 

 

 

 

 

 

 

فارس الرفاعي – زمان الوصل