صدر قرار قضائي في المملكة المتحدة ضد البريطاني تومي روبنسون المنتمي لليمين المتطرف بسبب قضية تشهير ضد شاب سوري. القاضي حكم على المدعى عليه بدفع 100 ألف جنيه إسترليني.

خسر مؤسس “رابطة الدفاع الإنجليزية EDL” تومي روبنسون، قضية تشهير رفعها الطالب السوري جمال حجازي، الذي تم تصويره أثناء تعرضه للهجوم في مدرسة ألموندبري في هدرسفيلد في عام 2018.

انتشر مقطع الفيديو الموثق للاعتداء على نطاق واسع، وشاهده ما يقارب مليون شخص. واعتبر روبنسون في مقطعي فيديو نشرهما على فيسبوك أن حجازي “ليس بريئًا” وأنه “يهاجم بعنف فتيات إنجليزيات صغيرات في مدرسته”. وزعم روبنسون في تلك المقاطع أن حجازي “ضرب فتاة سمراء” وأنه “هدد بطعن” صبي آخر.

حسب قاضي المحكمة العليا، ماثيو نيكلين، فإن روبنسون فشل في إثبات مزاعمه، وأنه استخدم في منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي لغة كانت “محسوبة لإشعال الموقف”. وأضاف القاضي نيكلين، أن الجراح المنبثقة عن الحادث “من المرجح أن تستمر لسنوات عديدة، إن لم يكن مدى الحياة” على حجازي، الذي يبلغ الآن 18 عامًا. وفرض القاضي أمرًا قضائيًا لمنع روبنسون من تكرار فعله.

المدعى عليه “مفلس”

قال نيكلين إن محاولة روبنسون لإثبات مزاعمه كانت “فاشلة”، ومنح حجازي 100 ألف جنيه إسترليني (116 ألف يورو) كتعويض. بالإضافة إلى دفع التعويضات، أُمر روبنسون أيضًا بدفع التكاليف القانونية، التي ذكرت “بي بي سي” أنها قد تصل إلى 500 ألف جنيه إسترليني. لكن روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون، أخبر المحكمة أنه أعلن إفلاسه المالي في مارس.

ستحدد الأضرار والتكاليف النهائية في جلسات الاستماع القادمة لتحديد مداخيل وأصول روبنسون. وذكر دومينيك كاسياني مراسل “بي بي سي” أن هذا سيكون “أول تحقيق رسمي فعال” في الوضع المالي الفعلي لروبنسون، الذي اتهام في السابق أيضًا باختلاس تبرعات من أنصاره.

 

“تبرئة” ضحية خطاب الكراهية

 

مثل روبنسون نفسه في المحكمة دون تعيين محام، وأكد طوال المحاكمة أن تعليقاته على الإنترنت كانت صحيحة، وادعى أنه “كشف عشرات الروايات عن السلوك العدواني والمسيء والخادع” من قبل حجازي.

وقالت إحدى أعضاء فريق محامي حجازي إن التعليقات أدت إلى تلقي موكلها تهديدات بالقتل. وأُجبر حجازي وعائلته، الذين قدموا إلى المملكة المتحدة كلاجئين، على الانتقال من منزلهم، كما اضطر حجازي إلى توقيف تعليمه.

ورحبت فرانشيسكا فلود، عضو آخر في فريق دفاع حجازي بالقرار قائلة إن الأمر تطلب “شجاعة كبيرة من موكلنا، جمال حجازي، لمتابعة إجراءات التشهير التي قام بها ناشط بارز في اليمين المتطرف ومعاد للإسلام مثل ستيفن ياكسلي لينون”، وأضافت “يسعدنا أن جمال قد تم تبرئته بالكامل”.

يميني متطرف سيء السمعة

روبنسون شخصية معروفة في المشهد اليميني المتطرف في المملكة المتحدة. هو العضو المؤسس لـ “رابطة الدفاع الإنجليزية EDL” ، البالغ من العمر 38 عامًا ، والذي يدعي أن المملكة المتحدة تتعرض لتهديد متزايد من الإسلام، عمل مع العديد من الحركات اليمينية بما في ذلك الحزب الوطني البريطاني (BNP) و Pegida UK. وتبين أن لمؤسسة “رابطة الدفاع الإنجليزية EDL” صلة بالإرهابي النرويجي اليميني المتطرف أندرس بريفيك، الذي قتل 77 شخصًا في أوسلو وجزيرة أوتويا القريبة قبل عشر سنوات.

ابتعد روبنسون عن “رابطة الدفاع الإنجليزية EDL” وغيرها من المؤسسات المعادية للإسلام بشكل علني في السنوات الأخيرة، لكنه انخرط مرارًا وتكرارًا في خطاب يعتبر معادياً للإسلام.

لدى روبنسون سجل إجرامي يتضمن إدانات بالعنف والاحتيال المالي وحيازة المخدرات وازدراء المحكمة وجرائم النظام العام، وقد قضى سابقاً أربع فترات سجن.

س.س/ م.ب