خلال الساعات الماضية، احتلت محافظة درعا جنوب سوريا صدارة الأخبار، خصوصاً بعد التصعيد الأخير وما عاشته المنطقة من تبعات استدعت مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر زورين، للوصول بزيارة سرية إلى بصرى الشام ناقلاً رسالة بوتين للأطراف المتناحرة.

فقد شهدت المحافظة العديد من المفاوضات التي لم تحظَ بقبول طرفي المفاوضات من “اللجنة المركزية” الممثلة عن درعا البلد، و”اللجنة الأمنية” الممثلة عن النظام السوري والمسلحين الموالين له في المدينة.

كما أن تلك المفاوضات ورغم أهميتها في التقاء الطرفين على نقطة توافق، إلا أنها لم تمنع اندلاع مزيد من الاشتباكات، وسقوط قتلى وجرحى.

إلى الشمال

ولعل أهم محطات الخلاف مطالبة النظام بترحيل مقاتلين سابقين في صفوف قوات المعارضة إلى الشمال السوري.

ومن أسباب فشل المفاوضات، أن هؤلاء المقاتلين وافقوا على الترحيل، ثم عادوا ليرفضوا التهجير عندما نقض النظام السوري الاتفاق الأولي من اللجنة المركزية.

بيد أن أهم تلك القوات فرقة كانت تتبع للجيش السوري الحر موجودة في درعا منذ سنوات، ويتهمها النظام بالانتماء لتنظيم داعش فيما تنفي الأخيرة هذه الاتهامات تماماً.

وتعرف الفرقة باسم “جبهة ثوار سوريا”، لقائدها محمد المسالمة الملقب بـ”الهفو”، وهو قيادي ينحدر من مدينة درعا البلد، ويصر النظام على ترحيله إلى الشمال، وقد استقدم قواته فجر الخميس خصيصاً لضرب الفرقة التي تحصنت مع مقاتلين محليين على أطراف مدينة درعا البلد.

فيما أفادت مصادر إعلامية محلية بأن آخر مستجدات المفاوضات كانت تدخل القوات الروسية لضمان تهدئة عسكرية في المدينة مع استمرار المفاوضات، دون تحديد مدة زمنية معينة لنهاية وقت التهدئة.

فيما يعد هذا التدخل الأول للقوات الروسية منذ بداية التصعيد في درعا قبل عدة أيام.

روسيا ترغب بالتسوية

الجدير ذكره أن روسيا كانت أرسلت قبل ساعات، “رجل المهمات الصعبة” مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين، ألكسندر زورين، إلى درعا حاملاً رسالة.

ووصل الدبلوماسي الروسي سرا إلى بصرى الشام، ونقل عن الرئيس بوتين بأن الحل في درعا يكمن في تسوية سياسية وليس بعملية عسكرية، وهو ما لم تلتزم به قوات النظام.

كما تضمنت الرسالة في جزئها الثاني تحذيرا بعدم إرسال روسيا لطائراتها القاذفة لدعم عمليات قوات النظام على درعا البلد، وذلك بحسب تقرير صحيفة “الشرق الأوسط”.

وكان زورين قد توجه فور وصوله لسوريا إلى بصرى الشام في ريف درعا، وتحديداً إلى مقر اللواء الثامن في الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة، الذي سهّل تنفيذ صفقة الجنوب 2018، مقابل احتفاظه باستقلال هيكلي، وبسلاح ثقيل، وآلاف المقاتلين من درعا مع إبقاء التبعية لقاعدة حميميم مقر القوات الروسية هناك، والتي توفر السلاح والمال.

الجدير ذكره أن الهجوم الأخير الذي شنته الفرقة الرابعة على درعا بعد زيارة زورين كان غاب عنه الغطاء الجوي الروسي.

كما تدخلت روسيا بعد تمدد الفيلق الخامس في الريف الشرقي لدرعا، ورتبت اجتماعات بين ممثلي درعا وقوات النظام بحثاً عن تسوية جديدة.