الإمارات يئست من إغلاق “الجزيرة” فلجأت إلى شكوى دولية ضدها

كشف تقرير لجريدة “التايمز” البريطانية الخميس الماضي أن دولة الإمارات العربية المتحدة يئست من أن تنجح في الوصول إلى إغلاق قناة “الجزيرة” القطرية، فتراجعت عن هذا المطلب الذي يتوقع أن تتراجع عنه الدول الثلاث الأخرى، إلا أن وزارة خارجية الإمارات أعلنت في اليوم ذاته أنها لجأت إلى تقديم شكوى للأمم المتحدة ضد القناة.
ويمثل اللجوء للأمم المتحدة من أجل إسكات قناة “الجزيرة” أول تحرك من نوعه في تاريخ الإعلام العربي، حيث لم يسبق أن تسببت قناة تلفزيونية أو وسيلة بتبادل شكاوى بين الدول العربية أمام الأمم المتحدة، كما لم يسبق أن تدخلت الأمم المتحدة في مضامين ما يتم بثه عبر وسائل الإعلام.
ووجّه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش رسالة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين حول “شبكة الجزيرة الإعلامية”، في التاسع من تموز/يوليو الجاري، وأكد متحدث باسم المفوض السامي لـ”الجزيرة” تسلّم الرسالة.
واتهم قرقاش في رسالته “الجزيرة” بـ”ترويج الخطاب المتطرف، والإقدام على العداء والعنف والتمييز، ومعاداة السامية، والدعم المستمر للجماعات الإرهابية، والترويج على الهواء للطائفية”. وادعى قرقاش أن اعتراضات الإمارات العربية المتحدة المقدمة ضد “الجزيرة” هي رد على تحريض القناة. وجاء في الرسالة أن “الجزيرة وفرت منصة لزعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني”، وهو ما دفع المدير العام لقناة “الجزيرة” ياسر أبوهلالة إلى الرد في تغريدة على “تويتر” قال فيها: “قرقاش الذي يتحدث عن مقابلة الجولاني مع الجزيرة عليه أن يذكر أن قناتي الأورينت والغد العربي، المموّلتين من الإمارات، بثتا مقابلة معه، حلال لهما؟”.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان قد أبدت غضبها إزاء مطلب دول الحصار الأربع إغلاق قناة “الجزيرة”، حيث قال المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في وقت سابق: “سواء تشاهدها أو تعجبك أو توافق على معاييرها التحريرية أم لا، فإن قنوات الجزيرة العربية والإنكليزية شرعية ولها ملايين المشاهدين”.

وقالت جريدة “التايمز” البريطانية إن من المتوقع أن تتراجع الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) عن مطلب إغلاق قناة “الجزيرة”، وأضافت إنها حصلت على تصريحات خاصة من وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني في الإمارات نورة الكعبي ذكرت فيها أن بلادها ستطلب تغييرات جوهرية وإعادة هيكلة لقناة “الجزيرة” بدلاً من إغلاقها.
وذكر التقرير أن الكعبي امتدحت عمل “الجزيرة” الإنكليزية الذي وصفته بالاحترافي مقارنة بالقناة العربية، رغم أن إغلاق كل منهما كان من بين المطالب الـ13 لدول الحصار. ونقلت “التايمز” عن الكعبي قولها إن الإمارات تراجعت عن الدعوة إلى الإغلاق الكلي للقناة “بشرط إجراء تغييرات جوهرية وإعادة هيكلة فيها”، وأشارت إلى إمكانية مواصلة العاملين فيها لوظائفهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوزيرة الإماراتية لم تستخدم نبرة التهديد السابقة التي لجأت إليها بلادها بتشديد الحصار وفرض عقوبات جديدة على قطر، قائلة إن الدول الأربع بقيادة السعودية مستعدة للتفاوض و”نحن نريد حلاً دبلوماسياً ولا نسعى إلى التصعيد”.

 

 

 

 

 

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى