أرقام مرعبة لانتشار مرض اللشمانيا في حماة ودمشق

أصيب نحو 150 شخصاً من سكان منطقة ضاحية الأسد السكنية بريف دمشق، بمرض اللشمانيا، وأكدت مصادر طبية موالية انتشار المرض في الضاحية، مع مواصلة ارتفاع نسبة المصابين به بشكل متسارع، في ظل عجز الكوادر الطبية عن الحد من انتشاره.
مدير المركز الصحي في ضاحية الأسد الدكتور معين حسن، أكد في تصريحات صحافية زيادة عدد مرضى اللشمانيا، مرجعاً السبب إلى «زيادة أعداد الوافدين إلى منطقة الضاحية» التي يقطنها الموالون للنظام السوري، فيما تحدثت الدكتورة أماني رومية أخصائية الأمراض الجلدية في المركز الصحي في ضاحية الأسد عن «مراجعة قرابة الأربعين حالة مرضية للمركز الصحي في ضاحية الأسد وقرابة المئة حالة توجهت بشكل مباشر إلى أحد المشافي القريبة من الضاحية»، مقدرة «العدد الإجمالي للحالات بشكل عام أي الذين توجهوا للمشفى والمركز ما بين 100 إلى 150 حالة منذ بدأ ورود الحالات»، مبينة أن «ذروة انتشار هذا المرض بعد الشهر الخامس في بداية الصيف وتكون الإصابة بهذا المرض في فصل الصيف أكثر من فصل الشتاء».
ويتخوف أهالي مدينة دمشق والضواحي المتخامة لها من خطر انتشار مرض اللشمانيا بين الأهالي، كما هي حال مدينة حماة وأريافها، وخاصة في ظل الدمار الحاصل نتيجة القصف المتواصل على المناطق المحيطة بدمشق وهجرتها من قبل أصحابها ما يجعها بيئة مناسبة ينشط فيها هذا النوع من الذباب حسب ما أفاد به «نورس عز» وهو طالب جامعي لدى كلية الطب البشري من دمشق.
وأضاف: «أن العامين الحالي والفائت شهدا ارتفاعاً غير مسبوق لأعداد المصابين بمرض اللشمانيا في عموم سوريا»، قائلاً: «اطلعنا على تقارير طبية تؤكد ان عدد الإصابات في مدينة حماة وحدها قد بلغ منذ بداية هذا العام أكثر من 4600 إصابة»، فيما أكدت مديرية «صحة حماة الحرة»، الناشطة في أرياف حماه الشمالية والشرقية والغربية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، وجود 1524 حالة مصابة بداء الليشمانيا وتحت العلاج، عدا عن 1016 تم توثيقها في وقت سابق، وتسعمئة مصاب بداء الليشمانيا في مدينة كفرزيتا، مع غياب الاحصائيات الطبية الدقيقة لباقي المناطق في ظل الظروف الراهنة.
المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنجي صدقي، أكدت في لقاء سابق مع «القدس العربي»، أن الأعوام القليلة الماضية، شهدت ارتفاعاً لعدد المصابين بهذا المرض وصل في إحصائية للعام الفائت إلى أكثر من 150 ألف مصاب، من بينهم 50 ألفاً في محافظة حلب وحدها، وأكثر من 20 ألف مصاب يصعب توصيل أدوية العلاج المناسبة إليهم بسبب الظروف التي تمر بها سوريا.
ووجهت المتحدثة دعوة إلى سكان المناطق المعرضة للإصابة بتوخي الحذر، واتباع الارشادات التي من شأنها الحد من انتشار الداء، وخاصة في المناطق التي تشهد توتراً متصاعداً، ويصعب وصول الأدوية العلاجية إليها، وقالت: «لذلك ندعو الأشخاص، خاصة في المناطق الأكثر عرضة للمرض، بأن يتوخوا الحذر وتتبع بعض الإجراءات الوقائية، كالابتعاد والتخلص من القمامة المنزلية بشكل دوري، والابتعاد عن الأنقاض، واستخدام الناموسيات عند النوم، وعدم النوم في الأماكن المفتوحة، إضافة إلى استخدام المنفرات الحشرية».
واللشمانيا مرض جلدي ينشأ عن لسعة حشرة صغيرة تسمى «ذبابة الرمل» التي تلسع الإنسان من دون أن يشعر بها، وذلك لأنها لا تصدر صوتاً عند طيرانها، وهي حشرة صغيرة لا يتجاوز طولها 2 ملم ولا تستطيع الطيران لمسافات طويلة وتتواجد في الطوابق الأرضية في حال وجود هواء.
وتنتقل الذبابة من مكان لآخر ضمن الأمتعة أثناء التنقل، وهي تنقل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب إلى شخص سليم فينتقل له المرض، تظهر اللشمانيا الجلدية بعد أسابيع عدة من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر عليها تقرحات وتظهر على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة، فتكبر القرحة تدريجياً وخاصة في حالة ضعف جهاز المناعة لدى المصابين.

 

 

 

 

هبة محمد | القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى