السيسي…الأعمى الذي حكم على كفيف .. د. عوض السليمان*

 

هشام بركات هو النائب العام المصري الذي اغتيل في الشهر السادس من العام 2015، وعليك أن تتوقع في مصر السيسي الأحكام يحاول من خلالها الانقلابيون إثبات سيطرتهم على الدولة ومهارتهم في إدارة شؤون البلاد.

اليوم صدرت الأحكام بالإعدام على ثمانية وعشرين شخصاً من المتهمين، ويجب أن يكون معلوماً أن هذه الأحكام صدرت ضد أبرياء، مشكلتهم الحقيقية رفض السيسي وانقلابه. وهذا القول ليس ضرباً من الخيال، بل إن وزارة الداخلية التابعة للسيسي، أعلنت في شهر شباط الماضي بأنها قضت على الإرهابيين الذين اغتالوا بركات، ناهيك عن عدة روايات أخرى للوزارة ذكرت فيها معلومات متضاربة عن القضية، منها على سيبل المثال اعتراف هشام علي عشماوي بالاغتيال، ومن قبله القبض على محمود عدوي واعترافه أيضاً بتفيذ العملية ذاتها.

كل هذه الجرائم التي ارتكبها الانقلابيون، أسهل وأقل قذارة من جريمة اليوم، حيث وجهت المحكمة للسيد جمال خيري محمود تهمة تدريب الإرهابيين على الاغتيال والقنص. والسيد جمال، شاب كفيف البصر منذ أن كان عمره ستة أشهر، فكيف درّب الآخرين على أعمال القنص؟!.

ليس جديداً على سارقي مصر وشعبها، ففي العام 2014 حكمت السلطات المصرية على ربيع أبو عيد بالسجن خمس عشرة سنة لقنصه ضابط شرطة، وقد كان الرجل كفيفاً أيضاً.

في بلد يحكمه أعمى البصر والبصيرة، لا جرم أن يحكم القضاء “الشامخ” على الكفيف بالسجن والإعدام لقيامه بأعمال القنص والاغتيال.

 

 

 

رئيس التحرير*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى