
تحول كبير في سياسة الهجرة.. ألمانيا تتجه لتوسيع ترحيل اللاجئين إلى سوريا
برلين : كشف وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبرينت، عن توجه حكومي جديد يهدف إلى توسيع نطاق ترحيل اللاجئين إلى سوريا، في خطوة تمثل تحولاً جذرياً في سياسة الهجرة التي تتبناها برلين.
ولم يعد الأمر يقتصر على مرتكبي الجرائم، بل يسعى الوزير ليشمل الترحيل أيضاً الشباب السوريين الذين لا يملكون حق الإقامة، مما يفتح الباب أمام إعادة تقييم آلاف طلبات اللجوء.
تعليمات جديدة وتفاصيل الخطة:
أصدر دوبرينت، المنتمي إلى “الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري”، تعليمات رسمية للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) باستئناف دراسة طلبات اللجوء السورية التي كانت مجمدة. وأوضحت متحدثة باسم الوزارة أن التركيز سيكون على:
أكد دوبرينت في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية أن تنفيذ عمليات الترحيل مرهون بالتوصل إلى اتفاق رسمي مع الحكومة السورية. وقال: “نعمل على صياغة هذا الاتفاق خلال الأشهر المقبلة لجعل عمليات الإعادة ممكنة، بدءاً بمرتكبي الجرائم”.
وأضاف أن الهدف هو وضع “إطار قانوني واضح” يضمن التعاون بين الجانبين ويمنع إساءة استخدام نظام اللجوء.
تشديد متسلسل في سياسة الهجرة
تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات تتبناها حكومة المستشار فريدريش ميرتس، التي تعهدت منذ توليها السلطة بتسريع عمليات ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، خاصة من السوريين والأفغان، في محاولة لمواجهة صعود اليمين المتطرف.
وفي السياق ذاته، أعلن دوبرينت عن تقدم المباحثات مع حركة طالبان لتنظيم رحلات ترحيل منتظمة للاجئين الأفغان من برلين إلى كابول.
ويرى مراقبون أن هذه السياسة تعكس تغيراً جوهرياً في الموقف الألماني، الذي بات يعتبر مناطق واسعة من سوريا “آمنة نسبياً”، خاصة بعد التقارب الأوروبي الأخير مع دمشق.
في المقابل، تحذر منظمات حقوقية من أن أي ترحيل قسري قد يعرض اللاجئين للخطر، وتطالب بضرورة أن يراعي أي اتفاق المعايير الدولية لحقوق الإنسان ويضمن الحماية القانونية للعائدين.



