
تقرير ألماني: تضاعف عدد المشتبه بهم السوريين خلال عشر سنوات وقلق من تفاقم العنف بين الشباب
أعلنت شرطة ولاية شمال الراين – وستفاليا الألمانية عن نتائج مشروعها البحثي المسمى “فرات”، الذي سلط الضوء على تزايد الجرائم المرتكبة من قبل لاجئين سوريين خلال العقد الأخير، محذّرة من “اتجاه مقلق” في جرائم العنف واستخدام السكاكين، خصوصاً بين فئة الشباب الذكور.
ووفقاً للتقرير، تضاعف عدد المشتبه بهم السوريين خمس مرات خلال عشر سنوات، فيما شكّلت جرائم العنف الجسدي نحو 38% من إجمالي الجرائم، وهي نسبة تفوق بكثير المعدلات المسجلة لدى باقي الجنسيات المقيمة في الولاية.
وزير داخلية الولاية هربرت رويل (من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي) قال إن السوريين “يلعبون دوراً رئيسياً في جرائم العنف”، رغم أن مشاركتهم في الجريمة المنظمة أو جرائم العشائر ما تزال محدودة. وأضاف أن “حمل السكين بات أمراً شائعاً بين بعض الشباب السوريين”، واصفاً الأمر بأنه “ظاهرة تستدعي القلق الجاد”.
من جهته، أوضح رئيس المشروع كريس بريكلينغهاوس أن خبراء علم الاجتماع أشاروا إلى أن العنف لدى بعض فئات الشباب السوريين أصبح “عنصراً اعتيادياً ومكوّناً للهوية”، نتيجة تجربة الحرب الأهلية في سوريا وما خلفته من آثار نفسية عميقة.
وأشار التقرير إلى أن عدد السوريين في الولاية ارتفع من 84 ألفاً إلى نحو 288 ألفاً خلال الفترة نفسها، ما يجعل النمو الديمغرافي عاملاً مفسراً جزئياً، لكنه لا يلغي الحاجة إلى معالجة الظاهرة المتصاعدة.
وأكد المسؤولون أن مشروع “فرات” لم يرصد بعد مؤشرات واضحة على الجريمة المنظمة، لكنه حذر من إمكانية تشكّل “هياكل إجرامية مستقبلية” في حال استمرار الإهمال وضعف المتابعة الاجتماعية.
ودعا التقرير إلى تبني مقاربة شاملة لمعالجة الظاهرة، لا تقتصر على إجراءات الترحيل التي يطالب بها بعض السياسيين، بل تشمل برامج إعادة تأهيل نفسي وثقافي وتعليمي تستهدف الشباب والأطفال السوريين، إلى جانب تعزيز العمل الاجتماعي في المدارس.
وشدد الخبراء على أن “الاندماج لا يعني فقط توفير فرص عمل، بل إعادة بناء القيم واستبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام”، محذرين من أن تجاهل هذه الجوانب قد يؤدي إلى “ولادة مجتمعات موازية جديدة” يصعب احتواؤها مستقبلاً.



