كبيرة هي قافلة شهداء الحقيقة الذين رحلوا عنا خلال العام الماضي.أثناء تغطيتهم القصف على المدن والبلدات وفي المعارك والمعتقلات. ولايمكن المرور بذكراهم دون التوقف عند الإعلامي” عبادة غزال أبو عامر” أو شهيد الهدنة كما يصفه أغلب السوريين.
عبادة غزال أبو عامر ابن بلدة تفتناز بريف إدلب مواليد 1988 متزوج وله طفل وطفلة. طالب في كلية التمريض إلى حين اندلاع المظاهرات ضد نظام الأسد. حيث ترك الجامعة والتحق بركب الثورة السلمية، وعمل على توثيق المظاهرات السلمية في الريف الثائر. وهو عضو المكتب الإعلامي لبلدة تفتناز، ومراسل وكالة سمارت12729050_228497720824246_8387513788969043662_n للأنباء إلى حين استشهاده. وهو أيضا إعلامي ومنسق لمنظمة “فور ريليف سيريا”بالداخل السوري.

يتمتع بالسيرة الحسنة و الشجاعة. غطى الكثير من المعارك، ومجازر الطيران والقصف الأسدي بحق المدنيين، وختم حياته شهيدا بقصف الأسد على بلدة تفتناز بالبراميل المتفجرة، فاستشهد مع من عمل لأجلهم وشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
قضى عبادة غزال ليلة 26\9\2015 ، مع أربعة مدنيين، بعد أن تعرض موقعهم إلى القصف بسبعة براميل متفجرة، خلال الخرق الأول للهدنة الموقعة بين أحرار الشام وإيران، والتي تنص على وقف قصف الفوعة، مقابل وقف قصف البلدات المحيطة بطيران النظام. وكان آخر ما وثقه “غزال” المظاهرات في مدينة سراقب المنددة بالهدنة بعد استهداف مدينة سراقب ب6 غارات.

يقول الإعلامي “معاذ العباس” متحدثا لصحيفة مصدر عن زميله “عبادة”
(عرفت عبادة غزال خلال العمل الإعلامي وتوثيق جرائم النظام، وهو من أوائل الناشطين، وساهم بنقل صورة الواقع وتغطية كافة الأحداث الميدانية بإدلب وحلب. رافقته بتغطية معارك وادي الضيف، وجسر الشغور، وسهل الغاب، وكفريا، والفوعة . وكلما كنت أعرفه أكثر، كان تعلقي به يزداد أكثر، ويتابع” أبو عامر أخونا الضحوك صاحب عبارة صامدون صامدون هنا فوق الدمار حتى نشيلو لبشار”.

ويشهد الجميع بإخلاص عبادة، وحسن خلقه، وليس مبالغا فيه أن تصف وكالة سمارت خبر استشهاده بالفجيعة.
أصر الشهيد، على أن يكون ابن الثورة، فلم يصحب أهله الذين غادروا إلى تركيا، بل بقي مزروعاً في تفتناز، حتى رحل شهيداً.
وختم معاذ العباس حديثه لصحيفة مصدر بقوله:( لم يكن “غزال” الأول ولم يكن الأخير فكل يوم نودع بطلا من حملة الكميرات. البارحة ودعنا الإعلامي أنس الخطيب، وقبله بأيام النسر السوري، وقبلهم الكثير .لكن “غزال” هو أخي وجرح الأخ لا يندمل.والهدنة التي مكنت الأسد من قتل عبادة في تفتناز، هي نفسها هي التي تقتل أهلنا في كل مكان وهي نفسها التي تقتل الإعلاميين بريف حلب على يد عصابات الأكراد وجيش الثوار ..
لي حلم وحيد بهذه الثورة وهو أن تكون هناك مدرسة لتعليم التصوير تحمل اسم “أبو عامر” .لنبني جيلا يعمل على نقل الحقيقة ويوضح للعالم معاناتنا ووجعنا).

 

 

باسل مصطفى الدغيم | مصدر