استغلت ميليشيا “حزب الله” اللبناني حجم النفوذ الواسع الذي منحه إياها نظام بشار الأسد جراء حاجته الماسة لها لمساندته في المعارك ضد قوات المعارضة، وباتت الميليشيا في بعض المناطق السورية صاحبة القرار الأول وبإمكانها تحدي أي قرار يصدر عن النظام لا سيما في مناطق نفوذها الكبيرة كأرياف حمص وريف دمشق.

وتحول وجود ميليشيا “حزب الله” في ريف حمص الغربي “من نعمة إلى نقمة” حسبما قال بعض السكان، وذلك نتيجة الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا بحق المواليين للنظام والمعارضين له على حد سواء، وهي انتهاكات رآها بعض الأهالي أنها لا تقل قساوة عن الانتهاكات التي ترتكبها قوات النظام، لا سيما فيما يتعلق بعمليات الاعتقال وإخفاء المعتقلين في سجون سرية.images (1)

وفيما تنتشر هذه الميليشيا بشكل أساسي في القرى الشيعية بريف حمص، فإنها تمتلك عدداً من السجون السرية المليئة بالخفايا حول الانتهاكات التي ترتكب بها، وعلمت “السورية نت” من شهادات سكان أدلوا بها لمراسلنا في حمص، يعرب الدالي، فإن أبرز هذه السجون السرية معتقل يطلق عليه اسم “الثقب الأصفر” الموجود في منطقة تل كلخ، فيما يطلق عليه آخرون اسم “سجن الحزب”.

ويقول سكان محليون لـ”السورية نت” إن هذه السجون مخصصة بشكل أساسي للمعارضين لنظام الأسد، وللمعترضين على تواجد الميليشيا سواء من المعارضين أو الموالين. وأوضحوا أن تصرفات الميليشيا خلقت عداوات بين القرى العلوية والشيعية في ريف حمص، خصوصاً مع اعتبار الميليشيا أن المناطق التي تسيطر عليها أصبحت ملكاً لها ويحتاج الدخول إليها إذن منها.

وتأتي خطورة هذا المعتقل السري لكون أن من يدخل إليه يعتبر بعداد المفقودين، إذ ترفض الميليشيا الانصياع لأية ضغوط لفك أسر أي معتقل، ويؤكد “أبو عمار” وهو ناشط معارض كان يعيش في ريف حمص قبل انتقاله إلى لبنان، أن المعتقل في سجن “الثقب الأصفر” توجه له تهم كبيرة، ولا يستطيع حتى رأس النظام بشار الأسد التوسط لأحد للإفراج عنه.

“أبو عمار” كانت له تجربة مع السجون السرية لميليشيا “حزب الله”، ويوضح في تصريح خاص لـ”السورية نت” أن أخاه تعرض للاعتقال من “شبيحة” القرى الموالية بسبب نشاطه المعارض للنظام، وتم اقتياد الأخ إلى سجن سري في قرية فاحل، وبعد التحقيق معه والتأكد من أن عائلته لا علاقة لها بالجيش الحر أفرج عنه مقابل 3 ملايين ليرة سورية.56c599c9dcc95

ويكمل “أبو عمار” أنه بعد شهرين من الإفراج عن أخيه، ظهر (أبو عمار) على شاشات إحدى القنوات التلفزيونية وتحدث عما شاهده في القصير من ممارسات وانتهاكات لميليشيا “حزب الله”، وبعدها بأسبوع داهمت ميليشيا “حزب الله” القرية التي تقطن بها عائلة “أبو عمار” واعتقلت شقيقه مجدداً وبقي مصيره مجهولاً أربعة أشهر.

وأكد المصدر أنه بعد البحث عرفت عائلة “أبو عمار” أن ابنها في سجن “الثقب الأصفر” بتل كلخ، ويقول المصدر: “لم نترك وسيلة لإخراج أخي وكنا مستعدون لدفع أي مبلغ لكن الميليشيا كانت ترفض إخلاء السبيل”، وأضاف “أن شخصيات في نظام الأسد من قوات ميليشيا الدفاع الوطني وضباط في الأمن أكدوا لعائلة أبو عمار أنه لا أمل في إخراج أخيهم”، وأردف: “حتى أن أحد الضباط قال لأسرتي إن له قريب في السجن ولم يستطع إخراجه”. ورفض “أبو عمار” الإفصاح عن مصير أخيه الآن حفاظاً على سلامته ولعدم تعريض العائلة للخطر.

السورية نت | مصدر