علنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) نقلا عن وزارة الخارجية السورية عن توغل بري تركي في الأراضي السورية، ويأتي هذا التطور بعد تحذير لرئيس الوزراء الروسي للولايات المتحدة من أن نشر قوات في سوريا سيقود إلى “حرب شاملة وطويلة”.

وجاء تحذير رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ردا على ملاحظة أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال فيها إنه إذا فشلت جهود السلام في سوريا، فإن مزيدا من القوات الأجنبية قد تدخل إلى سوريا.   وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حث في وقت سابق الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين على وقف الضربات الجوية التي تستهدف مواقع المعارضة المعتدلة.

وقال الكرملين في روايته لما جرى في المحادثة إن الزعيمين اتفقا على تعزيز التعاون بهدف محاولة إنهاء الأعمال العدائية في سوريا.

بيان الخارجية

وإلى ذلك، قالت الخارجية السورية في البيان الذي نقلته (سانا) إن طابوراًمن العربات المدرعة التركية توغلت داخل الأراضي السورية.

وقالت الوزارة: توغلت 12 سيارة بيك اب مزودة برشاشات من نوع دوشكا ومن عيار 5ر14 ملم داخل الأراضي السورية قادمة من الأراضي التركية عبر معبر باب السلامة الحدودي يصحبها نحو 100 مسلح يعتقد بأن جزءا منهم من القوات التركية والمرتزقة الأتراك ولا تزال عمليات الإمداد بالذخائر والأسلحة مستمرة عبر معبر باب السلامة الحدودي إلى داخل منطقة إعزاز السورية.

تصريحات داود أوغلو

وأشارت الخارجية السورية إلى أن هذه الاعتداءات ترافقت مع تصريحات لرئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو أعلن فيها تأكيده على التدخل التركي السافر في الشأن السوري وعلى استمرار النظام التركي بتقديم الدعم والتمويل بمختلف أشكاله إلى المجموعات الإرهابية المتمثلة بـ “جبهة النصرة” والجبهة الشامية وأحرار الشام وغيرها من التنظيمات والجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وكانت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي قالت إنه أبلغ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفيا يوم الأحد بأن قوات الأمن التركية ستواصل الرد على هجمات وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.   اعتراف رسمي

وأكدت الخارجية السورية أن هذه التصريحات تمثل اعترافا رسميا وعن سابق تصميم وإصرار على خرق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي يوم الأحد عن خطاب أرسلته الحكومة للأمم المتحدة أن القصف التركي لمناطق في شمال البلاد “دعم تركي مباشر للتنظيمات الإرهابية”.

وأرسلت الحكومة الخطاب بعد القصف التركي لمناطق في شمال سوريا سيطر عليها في الأيام الأخيرة مقاتلون أكراد.

وطالبت الخارجية السورية، طالبت الأحد مجلس الأمن الدولي بوضع حد لعمليات و”جرائم” أنقرة، داعية المجلس الأممي الاضطلاع بمسؤوليته في حفظ السلم والأمن الدوليين.

وقصف الجيش التركي أهدافا لوحدات حماية الشعب الكردية خلال اليومين الاخيرين وطالب أوغلو بانسحاب الوحدات من المناطق التي استولت عليها من المعارضة السورية في شمال حلب بما في ذلك قاعدة منغ الجوية.

وأكدت الخارجية أن قصف مدفعية النظام التركي للأراضي السورية يشكل دعما تركيا مباشرا للتنظيمات الإرهابية المسلحة واعتداء على الشعب السوري وعلى حرمة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية.

رسالتان

وذكرت الوزارة في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن الدولي، بتاريخ 13 فبراير/شباط، أن المدفعية الثقيلة التركية المتمركزة داخل الأراضي التركية قامت بقصف الأراضي السورية مستهدفة أماكن وجود مواطنين أكراد سوريين ومواقع للجيش العربي السوري.

واضافت أن القوات التركية استهدفت قرى مرعناز والمالكية ومنغ وعين دقنة وبازي باغ الآهلة بالسكان المدنيين، وذلك في رد على التقدم العسكري الذي تحرزه قوات الجيش العربي السوري في جبهات الريف الشمالي لمحافظة حلب.

وشددت الخارجية السورية على أن أنقرة تحاول رفع معنويات الجماعات الإرهابية المسلحة التي منيت بهزائم كبيرة على يد القوات السورية والقوات المساندة لها.

وكالات | صحف