بسم الله الرحمن الرحيم

في الثورة السورية الفريدة أمور كثيرة غير مسبوقة ورجال ونساء وأطفال كثر غير مسبوقين ومدن أصبحت عظيمة فوق تاريخها القديم  بشكل غير مسبوق.الملوحي

وكل مدننا السورية الثائرة عظيمة ….مدن باعتراف القاصي والداني عظيمة …ولابد أن نفرد لكل مدينة ما يخصها وما يليق بها ولن يفي الكلام والإطناب ولن تتسع جزالة العبارات وبديعها لوصف مدن كتب أهلها أوصافهم وأوصاف حاضنتهم بالدم وصيحات الله أكبر.

في كل مدينة ثائرة مستودع…مستودع ضخم هائل من البطولة والأبطال ….مستودعات لم نكن نعلم أنها بهذه الضخامة حتى خرج منها ألوف وألوف وارتقى منها ألوف وألوف .

وأصبحت قصص الإيمان و البطولة والتضحية والثبات قصصا  واقعية حقيقية …قصص هائلة غير مسبوقة…قصص موثقة لم يمسها تحريف أو تهويل …قصص رأيناها ولم نسمع بها وعشنا مع أبطالها ولم يعرّفنا بهم أحد.

وأكملت هذه القصص مكتبة واقعية شاملة تغنيك إن أردت أن تستدل وتجلب الشواهد في ذكر أسمى قيم الرجال وخصالهم …تغنيك عن العودة للماضي البعيد إلا أن تقول هؤلاء كأولئك وفي هؤلاء من سيغبطه على منزلته من أولئك.تل-رفعت

ولن يكون ديننا في نظر البعض بعد اليوم تاريخا ومضى أوانه بل حاضرا أحيا أناساً من موات ثم ارتقى بهم للنجوم.

وقد علت المدن العظيمة بعضها فوق بعض كالنجوم …في كل آونة يعلو نجم فيسطع وينير ويدلّ حتى أصبحت للناس علامات وبها يهتدون .

وبعض هذه المدن العظيمة سبقت و مدت ثورتها المباركة إلى باقي البلدات من حولها فأضحت شمسا من حولها أقمار تدور حولها …

ومن هذه الشموس تلرفعت و تلبيسة مدينتين لم أجد أشد من تشابههما في كل الثورة السورية…تشابه في البطولة والتضحية والشجاعة والصلابة…تشابه في العطاء والمروءة ….تشابه حتى في الطباع والمزاج….مدينتين تعلق القلب بهما …قلب أعاد برمجة أحاسيسه ووجهها فقط إلى السوريين الجدد.

تلرفعت وتلبيسة شامختان بالرجال فيهما بل بالرجال والنساء والأطفال فيهما …ولن يضير تلرفعت أنها نُهشت من المرتزقة الخونة فالمدن برجالها وقريبا قريبا بإذن ربها الذي أحياها أول مرة سيكرّ رجالها إليها ليطهروها من الرجس والنجس ولن يتأخروا…هم فقط يشحنون غضبهم ويسعّرونه ليكون نارا…نار يقول لها ربها يا نار كوني جحيما وعذابا على المجرمين المغتصبين…

تلرفعت وتلبيسة مستقر ومستودع …مستودع للبطولة و مستقر للثورة وضمان لحتمية انتصارها.

تلرفعت وتلبيسة ومدن أخرى مستقر للثورة السورية العظيمة ومستودع….ثورة ليس كمثلها ثورة منذ قرون…سلام على شهدائها والله أكبر.