ثورة فيس بوك .. مرهف مينو
ثورة فيس بوك .. مرهف مينو
لا أنكر فضل صفحات وسائل التواصل الإجتماعي ,في توثيق الحدث ونقله وإشهاره وربما أحياناَ نجد فيه مايغذي معظم الجرائد الإخبارية والمحطات الفضائية ليصنع مجدها .
في المقابل عندما تبحر بحيادية لاتستطيع أيضاً إنكار كم التضليل الموجود واللامبالة وأحياناً تغيظك اللاوقعية التي يعيشها بعض الشعراء والفنانين والإعلاميين , ممن ترك ساحة العمل الميداني مغرقاً نفسه بين كلمات “شكرا لمرورك العطر” و “نرجو الدعم يا أحرار الصفحة تتعرض للتبليغات” أو صور السيلفي أمام الجثث وفي المطاعم والبارات وساحات باريس ولندن وبرلين .
الكل سيدوس الأسد على “فيس بوك” و “تويتر” و “انستغرام” … فقط .
ترك الأحرار ساحات المعارك والمدن لتصبح الكاميرا واللابتوب مجرد زينة وذكرى وديكور لصور السيلفي وتذكيرنا بأهميته كإعلامي .
تحولت الثورة لصراعات ووسوم تلاحق من يسبق في النشر , ومن يستطيع تشويه الثورة أكثر بالتضليل ونشر الأكاذيب والمصورات الملفقة .
أمجاد شخصية باسم ثورة ومن هم تحت براميل الاسد نسيناهم! , ذكريات وقصائد بالكيلو ولحم رخيص , سيقان وصدور وكؤوس كحول – فمن يشرب العرق – يسخر من شارب البيرة والويسكي باعتبار الأول ثوري من الداخل السوري والأخير من معارضة الخارج .
وتلك العانس المتصابية وفريق المداحين والعجائز تعلن عن وثائقي يوثق نزوح الشاعرة الكبيرة ومعاناتها مع سن اليأس في القاهرة .
إلى تلك المشهورة عبر مكالمات الهاتف للشبيحة , تشحذ الدعم بعد إغلاق الصفحة .
مروراً بمن يعتبر الثورة استكتاباً في المواقع والجرائد , ويتحفنا بسماجات مدفوعة الأجر باليورو والدولار .
قلائل هم من يمثلون المجتمع المدني , ومن حمل السلاح ليدفع القتل والظلم.
كارثة بكل المقاييس أن يقتل الثورة من يعتقد أنه يمثلها , ومصيبة ان يصمت الثوار عنهم .
تحية لكل من يعمل ويحمل الشعلة بعيدا عن هؤلاء .
مدير التحرير
التعليقات