لا تزال حكاية نقل صهاريج الوقود من سوريا إلى لبنان تثير جدلاً واسعاً، فبينما يحتفل أنصار حزب الله بوصول المازوت، يذكّر آخرون بعمليات التهريب بين البلدين التي فضحت الفترة الماضية.

والجديد اليوم خلاف بين الفرقة الرابعة التابعة لشقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد وعناصر حزب الله.

فقد أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن حواجز قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد انسحبت من مواقعها على طريق القصير بريف حمص الغربي المؤدي إلى لبنان.

مطالبة بالحصص

ووفقًا للمعلومات فإن عناصر الفرقة الرابعة انسحبوا من الحواجز المنتشرة في منطقة القصير لمدة 3 أيام إلى حين الانتهاء من نقل صهاريج المازوت إلى لبنان، وذلك بعد مطالبة الفرقة الرابعة بحصتهم من المازوت المفقود من الأسواق السورية أيضاً.

جاءت هذه التطورات بعدما عبرت شاحنات وصهاريج محملة ومملوءة بالمحروقات الإيرانية من مازوت وبنزين، الأراضي السورية نحو الأراضي اللبنانية، برعاية وحماية من قبل حزب الله اللبناني، حيث جرى تفريغ الناقلات الإيرانية في ميناء بانياس على مدار الأيام الفائتة، ونقلها بطرق برية إلى حمص حيث يسيطر حزب الله اللبناني بالطول والعرض.

كما جرى أيضاً تأمين الطرقات مسبقاً من قبل الفرقة الرابعة وطرد المهربين من المنطقة، لتسهيل وصول الصهاريج إلى لبنان.

3 ناقلات

وكان المرصد قد أفاد قبل أيام (12 سبتمبر/أيلول الجاري)، بأن ناقلتي نفط خام وصلت إلى ميناء بانياس ضمن محافظة طرطوس على الساحل السوري، قادمة من إيران، وأكدت المصادر حينها أن الناقلتين تحملان نفط خام إيراني، وستبقى في سوريا ولا علاقة لها بلبنان كما تم التداول، حيث أن حصة لبنان من المحروقات وصلت سوريا قبل أيام عبر 3 ناقلات إيرانية، اثنين مازوت وواحدة بنزين.

فيما أشارت معلومات أخرى إلى أن ناقلة محروقات إيرانية جديدة في طريقها إلى سوريا، ولم يعلم حتى اللحظة إذا ما كانت ستبقى في سوريا أي هي حصة سوريا، أم سيجري نقلها إلى لبنان عبر حزب الله براً.

الجدير ذكره أن معابر التهريب بين سوريا ولبنان في حمص بشكل رئيسي وطرطوس بشكل ثانوي تشهد تواجد مكثف للفرقة الرابعة وطرد المهربين المدنيين في المنطقة ليتم الإشراف على نقل النفط الإيراني إلى لبنان عبر تلك المعابر ولاسيما من الريف الحمصي الخاضع لنفوذ حزب الله اللبناني، حيث جرى تأمين الطريق من حمص إلى القصير وإزالة المطبات والحواجز.

يشار إلى أن إعلان حزب الله، القوة العسكرية الخارجة عن سلطة القوات الأمنية في البلاد، في 19 أغسطس، عزمه استقدام الوقود من طهران، أثار انتقادات سياسية واسعة من خصومه الذين يتهمونه بأنه يرهن لبنان لإيران، فيما كانت السلطات اللبنانية أعلنت مراراً أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية عدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة.

إلا أن أي تصريح لم يصدر مؤخرا عن الحكومة بشأن تلك الصهاريج التي دخلت البلاد خلال الساعات الماضية.