التصنيفات
حقوق وحريات على الرصيف

زواج في عمر الـ12 واغتصاب وعنف.. رحلة لجوء من مالي إلى إيطاليا

 

 

 

 

تمكنت الشابة ماري من الحصول أخيرا على الحماية الدولية في إيطاليا بعد رحلة هروب طويلة بدأت من بلدها مالي، إثر هجوم لمتمردين على منطقتها، حيث أُجبرت على الزواج بسن الـ12 عاما من ابن عمها البالغ من العمر من 40 عاما. وكانت تعرضت الشابة لاعتداءات جنسية واغتصاب متكرر.

 

“قصة ماري تشبه قصص العديد من النساء الأخريات اللاتي لا يتمتعن بأية حقوق في بلدانهن الأصلية، حيث أجبرت ماري وهي في عمر الثانية عشر على الزواج من ابن عمها البالغ 40 عاما، والذي تبين أنه كان عنيفا، وبمجرد أن تركها، عانت ماري في هذه اللحظة من وصمة عار كامرأة وحيدة معها أطفال، وهو وضع مخز للغاية”.

 

تروي الوسيطة الثقافية الإيفوارية غوغبي رومين تيا لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) قصة الشابة المتحدرة من مالي، على هامش مؤتمر لمفوضية اللاجئين في روما في 15 تشرين الثاني/نوفمبر، يهدف إلى تعزيز حماية الأشخاص الفارين من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

 

معاناة جسدية وذهنية

 

تعود قصة ماري إلى ما يزيد عن عام ونصف، وظروف صعبة عاشتها بعد أن تركها زوجها وحيدة مع أطفالها، الأمر الذي يعتبر في غاية التعقيد بالنسبة للمجتمع المالي المحافظ، “في الواقع إذا اختفى الزوج فإن الخطأ يقع على عاتق الزوجة، لقد كان والد ماري يوجه الإهانات لها بالقول إنه عليها إعادة زوجها”.

 

تعتبر الوسيطة الثقافية، أن الكثير من الوافدين إلى إيطاليا “يحملون معهم كمية هائلة من المعاناة، ليست فقط جسدية، بل ذهنية أيضا، وماري كانت حامل في شهرها الثالث تقريبا، بعد العنف الذي تعرضت له أثناء هروبها من مالي، ومن الواضح أنه حمل غير مرغوب فيه”.

 

وتابعت تيا، “لم يكن أحد يريد تحمل مسؤولية إجهاض المرأة، لذلك اتخذت منظمة ديفرينزا دونّا غير الحكومية الإجراءات اللازمة بفضل الشبكة الواسعة من الدعم ومن الخدمات القانونية، للضغط من أجل أن تحصل ماري على حقها في إجراء عملية إجهاض بطريقة آمنة”.

 

وحظيت ماري بالحماية الدولية، كما انضم إليها أطفالها الذين كانوا قد بقوا في بلدها الأصلي بعد فرارها، بفضل إجراءات لم شمل الأسرة، كما حصلت على دورات تعلم اللغة الإيطالية، وتلقت أيضا التدريب وأصبحت نقطة مرجعية للمهاجرين الناطقين بالفرنسية، الذين يصلون إلى إيطاليا، “واليوم أصبحت جزءا من منظمة ديفرينزا دونَّا غير الحكومية، وتقوم بالكثير لجاليتها”.

 

“لا اعتراف” بأهمية الوسطاء الثقافيين

 

وقالت غوغبي رومين تيا، “لقد جئت من ساحل العاج، وعملت كوسيطة ثقافية على مدى اكثر عشر سنوات، إنها وظيفة رائعة سمحت لي بإعادة كل الحب الذي تلقيته من الجانب الإيطالي، الذي رحب بي، وأشعر بالامتنان له إلى الأبد”.

 

وأضافت تيا، “كما هو الحال بالنسبة لجميع المهاجرات اللاتي عانين من العنف، من المهم جداً العثور على شخص لا يعرف لغتها فحسب، بل يعرف أيضا السياق الثقافي الذي جاءت منه، ويمكنه فك رموز سلوكيات الجسد والصمت والغموض وتعابير الوجه”.

 

واستغلت الوسيطة الثقافية، اللقاء للتنديد بعدم وجود نقابة مهنية للوسطاء، وعدم الاعتراف بمثل هذه الوظيفة، نظرا لتزايد أعداد الوافدين. ورأت تيا، أن “هذا الوضع يخلق قدرا كبيراً من الإحباط، ويؤكد حقيقة القول إن العديد من النساء يتركن العمل، ولا يشعرن بالاعتراف بهن أيضا من الناحية الاقتصادية”، واعتبرت أن “الأمر مخزٍ، لأننا نتحدث عن أشخاص لديهم الكثير ليقدموه، لكن لسوء الحظ الوساطة الثقافية ليست كافية للعيش، ولا تضمن عملا مستقرا”.

 

ويُعد عدم الاعتراف بأهمية الوسطاء الثقافيين تناقضاً كبيرا، خاصة لأشخاص يشتكون من غياب حقوقهم في وقت يعملون على حماية حقوق الآخرين، وقالت تيا في هذا الشأن “نحن ندافع عن حقوق الآخرين، لكن في الوقت نفسه نرى أن حقوقنا لا تحترم، إنه لأمر مخز، لأنها وظيفة مثيرة للاهتمام ومفيدة للغاية، ونأمل أن نحظى بالتقدير المناسب”.

 

 

 

 

*اسم وهمي لحماية هوية الضحية

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *