بعد تجاذبات لمدة طويلة، تم تبني قرار في مجلس الأمن الدولي للهدنة في حرب سوريا الا أن الأمر اللافت هنا هو قلق النظام الايراني وردود أفعال متناقضة تجاه هذه الواقعة داخل النظام.
الواقع أن هذه المسألة تعود الى الموقف المتفاوت والمتناقض بين الزمرتين الحاكمتين من قضايا مختلفة منها قضية تدخل النظام في سوريا. منهج خامنئي هو تصدير الأزمة الى الخارج حيث يعتبر سوريا عمقه الاستراتيجي وقال ذلك بصراحة اذا لم نقم بالحرب في سوريا فعلينا أن نحارب العدو داخل ايران واستنزف لحد الآن بهذه الحجة مليارات الدولارات من ثروات الشعب الايراني في سوريا والعراق. ولكن خط رفسنجاني وروحاني قائم على ما يسمى بالتعامل مع العالم في حل القضايا والأزمات التي تحدق بالنظام وهذا معناه مواكبة الغرب والتعلق بأثواب أمريكا حيث يتجسد ذلك الآن في سوريا في الظرف الراهن والترحيب بالهدنة وسحب قوات الحرس من سوريا في نهاية المطاف. ولو أن هذا الموقف ليس ناجما عن الطبيعة المتفاوتة بين الزمرتين وانما ناجم عن المصلحة السياسية كونهم يعلمون أنه لا تلوح في الافق السوري اشارات النصر لهم. لذلك يرحبون بالهدنة ونهاية الحرب. فيما كان النظام قبل اسبوعين أو ثلاثة واثر حملات القصف الهمجية الروسية قد انتفخت أوداج النظام ورأينا أن لهجة رفسنجاني وروحاني بشأن سوريا قد اقتربتا الى لهجة خامنئي. ولكن واثر مقاومة المقاتلين السوريين التي كانت العامل الحاسم انقلب السحر على الساحر خاصة بعد دخول العربية السعودية وتركيا وقوات التحالف الاسلامي علي الخط السوري واجراء مناورة رعد شمال حيث دفعت روسيا الى قبول الهدنة. وها هم مسؤولو الملالي يغيرون لهجتهم ويتحدثون عن نهايه الحرب.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال يوم الجمعة ان ترحيل بشار الأسد هو الطريق الوحيد لأزمة سوريا كما أكد كيري بدوره : اما يتم احراز تقدم حول الهدنة أو أمريكا تتحرك نحو خطة «ب».  ومن هنا اضطرت روسيا أن تقبل الهدنة ولهذا السبب اعترى النظام الايراني الذعر.

 

زكريا صالح | مصدر