تدفع الضغوط التي يواجهها اللاجئون السوريون في لبنان إلى عودة نشاط ممرات التهريب بدءاً من الأراضي اللبنانية وانتهاء بمناطق المعارضة السورية في شمال غربي البلاد.

ويواجه عشرات السوريين في أثناء رحلتهم الطويلة نحو الشمال السوري متاعب ومخاطر كبيرة بسبب عدم ضمان طريق التهريب، ما يعني احتمالية تعرض بعضهم للاعتقال على حواجز النظام السوري.

محمد شاب عشريني متخلف عن الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش النظام، تمكن من عبور إحدى طرقات التهريب من لبنان وصولاً إلى إدلب، يقول ل”المدن” إن خوفه من الترحيل نحو المناطق التي يسيطر عليها النظام، دفعه لاتخاذ هذه المخاطرة وقطع مسافات طويلة.

ويشير محمد إلى أن المحطة الأولى كانت من بيروت نحو حمص ثم  حلب، وهي مناطق واقعة تحت سيطرة النظام. ومن حلب يتجه المسافر نحو منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ليدخل في المحطة الثالثة و الأخيرة إلى مدينة جرابلس الخاضعة للجيش الوطني المدعوم من تركيا، ومنها نحو إدلب التي تخضع لسلطة هيئة تحرير الشام.

مصادر أهلية تحدثت ل”المدن” أكدت قيام النظام باعتقال شبان منشقين وآخرين مطلوبين للخدمة العسكرية في أثناء مرورهم عبر طرقات التهريب. وبعض المعتقلين يواجه مصيراً مجهولاً في ظل عدم تعرف ذويه على أي معلومات متعلقة به، فيما اقتيد قسم آخر من المتخلفين عن الجيش إلى القطعات العسكرية لتأدية الخدمة الإلزامية.

ولا تقتصر الهجرة من لبنان نحو إدلب على المطلوبين للنظام وإن كان هؤلاء يمثلون القسم الأكبر من المسافرين كونهم الأكثر تعرضاً للخطر في حال تم ترحيلهم نحو مناطق النظام، بل تشمل أيضاً عشرات المدنيين من الرجال والنساء الذين يفضلون الإقامة في مناطق المعارضة بسبب وجود أقاربهم فيها من المهجرين السابقين.

طرق خطرة
ويصعب تحديد أرقام المهاجرين من لبنان نحو إدلب لكن يبدو أن العدد كبير ومؤهل للاتساع بحسب ما يوضح أبو أحمد مدير مكتب للسفريات في إدلب ل”المدن”، مؤكداً أنه يجهز رحلات نحو المنطقة بشكل أسبوعي.

ويتابع أبو أحمد أنه يلجأ إلى استخدام طريقي تهريب: الأول يخص المطلوبين برحلة تتجاوز مدتها 3 أيام تتخللها ساعات مشي وبكلفة لا تقل عن 650 دولار. أما الطريق الثاني فيخص المدنيين غير المطلوبين ويقطع فيه المسافر المحافظات السورية وصولاً إلى حلب، ثم يحصل على إذن سفر لدخول مناطق “قسد” ومنها باتجاه إدلب في مدة لا تقل عن 4 أيام بكلفة 200 دولار عن الشخص الواحد.

وبحسب مكاتب السفريات الموجودة في إدلب هناك احتمال لتعرض المسافرين للاعتقال في أي لحظة خصوصاً في حلب فجميع طرقات التهريب غير مكفولة أو مضمونة واحتمالية الاعتقال في مناطق النظام هي الأعلى، بينما يزول معظم الخطر عند دخول المسافرين نحو مناطق السيطرة الأخرى.