لم أستطع منع نفسي من الكتابة رغم انشغالي وتوقعي ردّ فعل غاضب بعض المتابعين , وعلى الأغلب من أقربهم إلي. مشهد حلب في عواصم هجرتنا القسرية لم يغب عن وسائل التواصل الاجتماعي التي احتفت بالدم كعرس وطني .
لم أدَع ولا مظاهرة واحدة في تلك المدينة المحتلة حمص, إما بدافع العمل والواجب, أو بدافع الفضول والتوثيق, لن أنسى تلك الساعات مع “أبو بلال الحمصي” داخل غرفة الكرتون على كتف حديقة العلو ونحن نعد نقارير العربية والجزيرة الصوتية .11223334
الثورة في عواصم الهجرة مختلفة والوقفات وإن رآها بعضنا تضامنية، وخطوات في اتجاه الأمام، إلا إنها مخجلة , فدماء أطفال حلب اختلطت في طرابلس وبيروت بالعطور الباريسية والحجابات المودرن، وسيارات البورش والمرسيدس , وطبعاً نظرات السخرية والاشمئزاز من عناصر الجيش الموجودة .
كاميرات الكانون وهواتف الآيفون، والبالونات، كانت موجودة وطالبت بوقف قصف الأسد لحلب , قصات الفيرزاتشي، ونظارات الريبان والشرائط الحمراء , والهاشتاج اليتيم على جدار مبنى الأمم المتحدة طالبت المجتمع الدولي بالتدخل .
صور التقطت للداعمين والمتسلقين وأنصاف المثقفين , وكلمات قيلت من خلال أطفال لتظهرها العدسات العمياء تضامناً .
صور السيلفي للفيس بوك وتويتر لم تغب، آلاف منها التقطت لتوثق دماء حلب .
الملفت اجتماع العلماني والإخواني وصاحب تيار “أنا بعتبر الطرفين مجرمين…وجماعة “مافيني أتصور أنا بنزل على سوريا” تحت سقف حلب , اجتماع من يصطدم معنا من أجل الدعم ومن يطعمنا كرمى لعيون الشيخ , ومن يحمينا رغم أننا إرهابيون .
لم يزلزل هؤلاء ولم يحرق منظرهم المقزز إلا أغنية القاشوش بحناجر بعض شباب رفضوا الصمت رغم محاولة مرتزقة الداعمين إسكاته : ويلا إرحل يابشار …. هنا بدأ الاعتصام

 

 

مدير التحرير