تعرض طفل سوري لاجىء في مدينة بورصة التركية إلى اعتداء بالضرب والحرق بالماء الساخن على يد أحد أعضاء حزب الشعب الجمهوري في منطقة Orhangazi التابعة لولاية بورصة.
وأفاد الناشط المهتم بشؤون اللاجئين “طه الغازي” أن الحادثة وقعت يوم الخميس الماضي حوالي الساعة الرابعة مساء عندما كان الطفل “يزن الياسين” 10 سنوات برفقة عدد من أصدقائه الصغار يلعبون في ساحة المنطقة التي كانت تتوزع فيها بعض المكاتب الانتخابية لعدد من الأحزاب السياسية، ومن بينها مكتب لحزب العدالة والتنمية AKP ومكتب لحزب الشعب الجمهوري CHP.
وأضاف المصدر أن يزن كان يحمل في يده مروحة هوائية –لعبة عليها شعار حزب العدالة و التنمية، وصورة الرئيس التركي رجب أردوغان، وبينما كان يمشي في الساحة قام أحد المتواجدين في خيمة مكتب حزب الشعب الجمهوري بجرّه إلى داخل الخيمة ومن ثمّ قام بإلقاء الشاي الساخن عليه، كما قام المعتدي-بحسب المصدر- بضرب الطفل وحاول إمساكه من قدمه قبل أن يتمكن يزن من الهروب، وتم إسعاف الطفل إلى قسم الطوارئ بمستشفى أورهان غازي الحكومي لعلاجه من الحروق التي طالت أجزاء من جسده في منطقتي الرقبة والكتف، وصنّفها الكادر الطبي بأنّها من الدرجة الأولى.
وبعدها توجه الطفل المصاب مع والدته “نسرين ياسين” إلى قسم شرطة أورهان غازي وقدم شكوى.
وأفادت وسائل إعلام تركية بأنّ المعتدي هو أحد أعضاء حزب الشعب الجمهوري، و يدعى ( مصطفى ، أ )، وكان قد شغل منصب رئيس الجمعية التركية للمعاقين في المنطقة، خلال الفترة الممتدة من عام 2009 ولغاية 2012.

تهديد لعائلة الطفل

وكشف محدثنا نقلاً عن والد الطفل المعتدى عليه بأن زملاء المعتدي وعائلته جاءوا إليهم وطالبوهم بلهجة تهديد بإسقاط الشكوى وبتغيير إفادتهم في مركز الشرطة وأمام الإعلام وتصوير الطفل في مقطع مرئي يقول فيه بأنّ كوب الشاي كان على إحدى الطاولات وانسكب عن غير قصد، كذلك أفاد بعدم وجود أي جهة قانونية تتابع ملف الشكوى أو القضية، و بعدم قدرتهم منذ يوم الواقعة على الخروج من المنزل أو العمل خوفاً من الانتقام كما حصل في حالات اعتداء على سوريين من قبل.
وتابع الغازي: بعد التنسيق والتواصل مع عدد من الهيئات والمنظمات التركية وإبلاغها بجوانب القضية وبيان واقع العائلة، تعهدت هذه الهيئات والمنظمات بتقديم كل الدعم القانوني للعائلة، وتفويض أحد كوادر نقابة المحامين في بورصة لمتابعة كل إجراءات ومسارات القضية، كذلك تعهدت هذه المنظمات والهيئات-كما قال- بتأمين مسكن/ منزل بديل للعائلة، ونقلهم من المنطقة إلى حي آخر في مركز مدينة بورصة، لا سيما وأنّ العائلة باتت في حالة من القلق والخوف والتوتر، وذلك خشية قيام أقرباء أو زملاء الجاني بالتعرض لهم أو بالإعتداء عليهم.
وعلق رئيس منطقة أورهان غازي في حزب العدالة والتنمية “جوخان أولسو” في بيان له حول الواقعة بأنّ “الأمر واقعة غير إنسانية، الطفل بصحة جيدة، يعاني من بعض الحروق في جسده”، وأضاف بأن حزبه سيتابع كل الإجراءات القضائية المتعلقة بالقضية”.

وقائع جرمية

وارتفعت في الأشهر الأخيرة حدة التصرفات والسلوكيات التي تستهدف اللاجئين السوريين في تركيا، كوقائع جُرمية أو أحداث ذات دوافع عنصرية. في ظل التحريض الذي تمارسه أحزاب المعارضة بحق اللاجئين والمطالبة بترحيلهم وجعلهم ورقة رابحة عشية كل انتخابات برلمانية أو بلدية تشهدها البلاد.
وقال استطلاع للرأي صدر مطلع العام 2021 عن مركز الدراسات التركي في جامعة “قادر هاس”، أن “نسبة الرفض التركي للاجئين السوريين وصلت الـ 67% عام 2019 بعدما كانت نحو 57% عام 2016”.
كما اتخذت حالة الرفض الشعبي طابع توتراتٍ اجتماعية آخذة في الارتفاع، وموجة من الاعتداءات العنصرية ضد السوريين تغذيها مواقف بعض السياسيين والشخصيات العامة التركية”.

وتتبنى تلك الشخصيات، بحسب التقرير، “خطاباً معادياً يتضمن جرائم خطاب الكراهية والتحريض والتمييز، في ظل غياب أي دورٍ للحكومة في التصدي لهذا الخطاب أو الحد من تصاعده”.