تتابع الأحداث, تتنوع الأخبار, ويصلنا كل يوم مئات “العواجل” التي تحتوي على تصريحات وتغريدات وتحليلات وتحركات وإشاعات, فكيف نستطيع أن نلخص مجمل الصورة الراهنة في أسطر تعينا على تبسيط فهم ما يحصل حالياً؟.
الحقيقة أن هناك اليوم “بؤرتين” أساسيتين يتم العمل عليهما:
1. حشد بؤري باتجاه السلام: تقوده الأمم المتحدة وبعض مؤسسات المجتمع المدني ومراكز الأبحاث, وأعتقد أنهم صادقين في ما يسعون إليه من سلام, إلا أن لديهم ميول اتجاه تنفيذ إرادة المجتمع الدولي المتحيزة للنظام من جهة النتيجة, وللكيان images (2)الإسرائيلي من جهة الخدمة والمآل, وتأتي فكرتهم في وقف إطلاق النار, وبدء التفاوض لإنشاء دستور جديد وانتخابات وبقاء النظام على حاله مع رحيل رأس النظام في وقت لاحق, وحقيقة هذا موقف روسي – إيراني مصرح به لكن المجتمع الدولي يرضى به أيضاً بل ويدفع باتجاهه.
2. بؤرة حرب: تدفع بها روسيا بشكل مباشر وظاهر, والكيان الاسرائيلي وأميركا من الخلف باتجاه استنزاف مختلف الأطراف في منطقة “الشرق الأوسط” بداية بما يضمن تقوية موقف الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى.
وهنا يأتي موقف الطرف الشريك للشعب السوري بالهم والأسى, والمستهدف حقيقةً من وراء استهداف الشعب السوري نفسه, وهذا الطرف يتمثل بالمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر وبعض الدول الأخرى بدرجة أقل والتي تطمع بالدعم كالسودان مثلاً يحاول أن يحشد في جانب الحرب بعد أن حاول الحشد في بؤرة السلم.
وهنا يجب أن نعرف أن هناك مستويات للتدخل العسكري الإسلامي في سورية, منه القصف العسكري (كما قال جمال خاشقجي مثلاً التدخل العسكري بدء) ومنه القصف بالطائرات وأعتقد أن الحد الأعلى له هو إقامة منطقة أمنة, هذا الاقتراح تؤيده حالياً من الدول الكبرى ألمانية وبدرجة أقل فرنسا ولا تقبل به حتى الأن أميركا التي تلعب اللعبة بمكر ودهاء لصالح شريكها الصهيوني في المنطقة على المدى القصير ولخدمة استراتيجيتها على مدى أكبر وأبعد.
البؤرة المركز عليها (السلام والحرب) تتدافاعان بشدة بشكل يشبه رمي حجرين متباعدين في بركة ماء, تتدافع البؤر من المركز اتجاه الخارج للتدافع وتطغى إحداهما على الأخرى, حيث ستنفجر إحدى هذه البؤر قريباً جداً, مما يعني أننا سنكون بعد فترة قريبة جداً على أحد الأطراف المتناقضة التي ستنتج عن البؤر أعلاه, إما الحرب الشاملة التي تعني استهداف قوى الأغلبية في المنطقة, وإما الدخول في حالة من التهدئة التي تفضي إلى توافق سريع وعاجل يصعب التكهن بتفاصيله.


خاص مصدر
18-2-2016