التصنيفات
تقارير ميدانية حقوق وحريات

عنصرية وتهديد بالسلاح.. صحيفة تركية تروي معاناة أطفال سوريين بمدارس أضنة

 

 

 

لا يزال الأطفال السوريون هم الضحية الكبرى للعنصرية المتزايدة ضد اللاجئين في تركيا، حيث يعمد الكثير منهم إلى ترك الدراسة بعد تعرّضهم للإهانة والتمييز والذهاب للعمل بمهن شاقة وخطرة ومضرة بصحتهم ونموهم، ولا سيما ما يتعلق منها باستخدام مواد كيماوية كالعمل في صناعة الأحذية.

 

وفي تقرير بعنوان: (يذهبون للمدرسة في النهار ولورش الروائح الكيميائية ليلاً)، ذكرت صحيفة “evrensel” أنه في مدينة أضنة يذهب معظم الأطفال السوريين إلى المدرسة في النهار وإلى ورش الأحذية حيث تستخدم المواد الكيماوية الضارة القائمة على المذيبات ليلاً.

 

وبينت الصحيفة خلال ذهابها لإحدى ورشات صناعة الأحذية في المدينة، أنه تم استخدام عمالة الأطفال على نطاق واسع منذ فترة طويلة في إنتاج الأحذية، مؤكدة أن غالبية الأطفال العاملين في هذه المهنة هم من السوريين الذين يحاول بعضهم مواصلة تحقيق أحلامه في الدراسة من جهة، وتحمل عبء إعالة أسرته من جهة أخرى.

 

وأشارت إلى أن بعض الأطفال ابتعدوا عن أحلامهم بسبب الصعوبات المالية التي يُعاني منها اللاجئون، فبالنسبة لـ”محمد” 15 عاماً والذي يعمل في ورش الأحذية خلال العطلة الصيفية ويذهب إلى المدرسة خلال فترة التعليم، فإن العمل هو السبيل لسداد ديون عائلته  المكوّنة من 6 أشخاص.

 


 

لم أعد أحلم بالدراسة

 

ويقول الفتى السوري: إنه يرغب في تخصيص المزيد من الوقت للمدرسة، لكنه إذا لم يعمل فستزداد ديونهم، حيث يعطي معظم الأموال التي يكسبها لعائلته وهم بدورهم ينفقونها على ديون البيت ومستلزماته من كهرباء وبقالة وغيرها، مضيفاً أنه يحصل على ألف ليرة أسبوعياً ويخصص لنفسه 150 ليرة فقط لاحتياجات المدرسة وملابسها.

وأردف “محمد” أنه يتنقل يومياً بين المنزل والعمل والمدرسة، ما جعله يتخلى عن حلمه في دخول الجامعة وممارسة هوايته المفضلة (لعب كرة القدم)، التي يُجيدها بشكل كبير، لكنه للأسف لم يستطع الذهاب إلى النادي، وإذا وجد وقتاً يعود للعمل مجدداً.

وأوضح أنه يأتي لورشة الأحذية بعد المدرسة ويغادرها في الساعة 7 مساء ثم يعود لمراجعة دروسه لمدة ساعة أو ساعتين على الأكثر، مشيراً إلى أن علاقته بأصدقائه السوريين جيدة، لكنه يتعرض للتمييز من قبل الطلاب الأتراك الذين يقومون بضربه وشتمه وتعييره بأنه سوري، ولولا هذا الأمر لكان ذهابه للمدرسة أكثر.

طرده معلّمه

 

أما “زكريا” الذي يدرس في الصف السادس ويعمل بدوام كامل في الصيف وفي الورشات بعد المدرسة، فيؤكد أنه يعطي كل المال الذي يكسبه لوالده لتلبية احتياجات منزلهم وحلمه أن يصبح طبيباً، لكن التمييز الذي يتعرض له يشكل عائقاً أمامه حيث نهره معلّمه قائلاً: “لا ينبغي لك أن تأتي إلى المدرسة” في حين يقوم الطلاب بشتمه.

وبالنسبة لطفل ثالث يُدعى “محمد” فقد عانى هو الآخر من نفس معاناة زكريا وفقد الأمل واضطر إلى ترك المدرسة، وذلك بعد قيام طلاب بتهديده بالسكين، لذا ترك التعليم واتجه للعمل في الورشات.

 

موقف المعلمين مهم

 

من جهته، أوضح رئيس فرع التعليم في أضنة “حسين كايا” أن موقف المعلمين مهم للغاية في مواجهة التمييز الذي يتعرض له الأطفال السوريون في المدرسة، فعلى الرغم من أن جزءاً صغيراً من المعلمين يُظهرون موقفاً عدائياً تجاه السوريين إلا أنه يمكن القول إن معظمهم يدركون الحساسية اللازمة لمنع هذه السلوكيات التمييزية.

وأشار كايا إلى أن بعض الأطفال الذين يضطرون إلى تحمّل فقر الأسرة كعبء على أكتافهم، يبتعدون عن التعليم ويتجهون إلى ورشات العمل غير النظامية التي تشكل خطراً عقلياً وجسدياً واجتماعياً وأخلاقياً على الأطفال، ولاسيما أن بعضها يستخدم مواد كيماوية في التصنيع مثل ورش صناعة الأحذية.

وأكد أن الأطفال باتوا يضطرون إلى العمل ويستخدمون كعمالة رخيصة في المناطق غير المسجلة، لذا ينبغي منع هذا الشيء وإزالة العقبات التي تعترض العمل المسجل أمام العمال اللاجئين، كما يجب حظر عمالة الأطفال بشكل مشدد مع فرض عقوبات صارمة وتقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي للأسر الفقيرة حتى تتمكن من إرسال أطفالها إلى المدارس.

 

 

اورينت

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *