أعلن مكتب الادعاء العام في مدينة ليل شمال فرنسا، أمس الثلاثاء 10 تشرين الأول/أكتوبر، اتهام 15 شخصا في إطار تحقيق متعلق بشبكة تهريب تنظم رحلات عبور مهاجرين من كاليه إلى المملكة المتحدة، ومنها رحلة أودت بحياة مهاجرة من إريتيريا.
مضى المركب الذي انطلق من كاليه في طريقه باتجاه المملكة المتحدة وعلى متنه 80 مهاجرا، يتحدرون من ألبانيا والجزائر والسودان واليمن. كانت بينهم، لكن لم يسعها إكمال الرحلة الخطرة معهم. سقطت قبل انطلاق المركب المتهالك المكتظ إثر التدافع على متنه، وتوفيت بسبب ضيق التنفس. هذا ما أكدته السلطات عندما عثرت على جثتها ممددة على شاطئ بليريو شمال فرنسا في 26 أيلول/سبتمبر. مضيفة أن المهاجرة الإريترية المتوفاة لم تكن تجاوزت 24 عاما.
وجدت السلطات قضية الوفاة مرتبطة بتحقيق كان فتحه مكتب الادعاء العام في ليل في تموز/يوليو الماضي، متعلق بشبكة مهربين تنظم عبور المهاجرين إلى المملكة المتحدة عبر قوارب صغيرة. لذا، وسع نطاق التحقيق وتضمن القضية الجديدة واشتمل تهمة “القتل غير العمد عن طريق انتهاك متعمد واضح لالتزام السلامة أو الحذر”.
نفذت السلطات في ضوء التحقيق عملية واسعة النطاق، في 2 تشرين الأول/أكتوبر، لاحتجاز المشتبه فيهم والمتورطين بتهريب المهاجرين ومقتل الشابة. واعتقلت إثر المداهمات 16 شخصا من تونس وسوريا وليبيا والعراق وأفغانستان وغينيا والسودان، وفق المدعية العامة كارول إيتيان. مضيفة توجيه لوائح الاتهام بين الـ 5 والـ6 من تشرين الأول/أكتوبر. وأخيرا، أكد الادعاء العام في ليل، اتهام 15 شخصا ووضع 11 منهم رهن الحبس الاحتياطي، يوم أمس 10 تشرين الأول/أكتوبر.
تزايد أعداد الوفيات
جاء إعلان مكتب الادعاء العام، بعيد العثور على جثة مهاجر يوم الأحد 9 تشرين الأول/أكتوبر على أحد شواطئ با دو كاليه شمال فرنسا، وفق مكتب المدعي العام في بولوني سور مير، مضيفا بأن الشاب يبلغ 17 عاما، ومن المرجح أنه إريتري. وكانت أشارت السلطات إلى تزايد أعداد المهاجرين على متن المراكب المتهالكة المنطلقة من كاليه إلى المملكة المتحدة، إذ بلغ متوسط عدد الأشخاص على متن القارب الواحد نحو 53 شخصا، كما أشارت إلى تزايد اعداد الوفيات في الشهرين الأخيرين.
وكانت عثرت السلطات على جثة قبالة سواحل لون بلاج، بالقرب من أحد مخيمات المهاجرين في 30 أيلول/سبتمبر، كما أفادت بدهس مهاجرفي اليوم نفسه. في حين قضى ستة مهاجرين أفغان غرقا أثناء محاولتهم عبور المانش في 12 آب/أغسطس.
يعد طريق المانش معبرا تجاريا تتخذه سفن الشحن والمراكب التجارية والعبارات، وما يزيد من خطورته، تياراته القوية ورياحه الشديدة ومناخه المتقلب. مع ذلك، يسعى المهاجرون الوصول إلى الضفة البريطانية يوميا، إذ سجل يوم أمس 10 تشرين الأول/أكتوبر، وصول 162 مهاجرا على متن ثلاثة قوارب وفق “بي بي سي”. في حين أفادت السلطات الفرنسية إنقاذ نحو 115 مهاجرا كانوا يحاولون عبور المانش.