في حادثة تعكس حالة البؤس التي وصلت إليها مناطق أسد جراء قرارات حكومته التي رهنت موارد البلاد للروس والإيرانيين، تخلّت سيدة في دمشق عن طفلتها لعجزها عن إطعامها.

 

وخلال الساعات القليلة الماضية، نشرت عدد من صفحات موالية على فيسبوك صورة لرضيعة عُثر عليها قرب جامع سنان باشا في منطقة باب الجابية وسط دمشق.

 

وبحسب تلك المصادر، فقد عُثر على قصاصة ورقية مع الرضيعة كُتبت بخط والدتها تؤكد خلالها أن الطفلة شرعية وليست ثمرة علاقة محرّمة.

 

وتوضح الأم في القصاصة أن اسم الرضيعة “مريم”، مبرّرة التخلّي عنها بالقول إن والدها قد توفي ولم يعد لديها القدرة على الإنفاق عليها.

 


الحادثة أثارت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل، ولا سيما في ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية نتيجة قرارات حكومة ميليشيا أسد برفع أسعار السلع والمواد الأساسية مراراً وتكراراً.

 

ومع انتشار صور الرضيعة عرض الصحفي المعارض سمير السعدي المنحدر من درعا استعداده لتبنّي الطفلة وفي نفس الوقت عرض على والدتها استعادتها متعهّداً بتزويدها بـ 500 ألف ليرة سورية شهرياً مقابل العناية بها.

كما عرض آخرون عبر صفحة أورينت استعدادهم لمساعدة والدة الطفلة مادياً وعرض أحدهم التكفل بمصاريف الطفلة إلى أن تبلغ الخامسة من العمر.

 

ويعاني معظم من تبقى في مناطق سيطرة نظام أسد من عدم تمكنهم من توفير لقمة العيش لأولادهم، ما دفع بعضهم إلى ترك أطفالهم في المساجد أو على الطرقات أو الحدائق على أمل أن يجدوا من يعتني بهم.

 

وفي 23 من تموز الفائت، عثر عامل نظافة بمستشفى القلمون في مدينة النبك بريف دمشق، على طفل رضيع يبلغ من العمر نحو 30 أسبوعاً داخل كيس أسود مرميّاً بين القمامة.

 

كما عثر الأهالي في مدينة حمص، على رضيع كان مرمياً بالقرب من مدرسة الريبي في حي كرم اللوز بمدينة حمص.

 

ويقاسي المدنيون في مناطق أسد الأمرّين للبقاء على قيد الحياة دون أي اكتراث من قبل النظام الذي كان وراء معظم الأزمات الاقتصادية الخانقة جراء رهنه موارد البلاد الحيوية لروسيا وإيران نظير مشاركتهم الحرب إلى جانبه ضد السوريين.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أكّد أن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر تُقدَّر بأكثر من 90% من إجمالي سكان البلاد، مشيراً إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.