بعد انتشار قوات النظام السوري في مدينة درعا قبل أيام، عقب تسوية بين الفصائل المسلحة وبرعاية روسية، ساد الأحد هدوء حذر أحياء المدينة القابعة جنوب البلاد.

فقد ذكر مراسلو وكالة “فرانس برس”بعد جولة في منطقتي حي الأربعين ودوار المصري، أن قوات النظام أنشأت نقطتين عسكريتين من أصل 9 نقاط في المناطق التي دخلتها مؤخراً.

وشاهد المراسلون أيضاً جرافات تزيل الأنقاض من بين المنازل المدمرة، وتفتح الطرقات التي امتلأت بآثار المعارك والقذائف الفارغة وما خلفه القتال.

9 نقاط عسكرية

بدوره، أفاد مصدر عسكري رفض الكشف عن هويته في درعا للصحافيين، أن 9 نقاط عسكرية تموضعت في أطراف درعا البلد وبداخلها، فيما يجري العمل على تسوية أوضاع لمن يرغب من المسلحين بعد تسليم سلاحه.

وأضاف المصدر أن هناك هدوءا حذرا في المنطقة، ريثما تستكمل خطوات التسوية حيث لا يفضل النظام الحل العسكري.

وعلى مدخل حي درعا البلد، توقفت سيارتان تحملان العلم الروسي، وبجانبهما جنود من الشرطة العسكرية الروسية يراقبون حركة المدنيين الخفيفة.

في هذا الوقت كان مدنيون آخرون يجولون على دراجات نارية، بدون التحدث إلى الصحافيين.

اتفاق برعاية روسية

الجدير ذكره أن روسيا كانت رعت طوال الشهر الماضي مفاوضات للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، تم خلالها إجلاء عشرات من مقاتلي المعارضة من المدينة إلى مناطق سيطرة فصائل معارضة في شمال البلاد.

وجاءت هذه التطورات بعد بدء تطبيق بنود الاتفاق النهائي منذ بداية أيلول/سبتمبر، وبينها دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى درعا البلد وانتشار حواجز عسكرية لقوات النظام، وبدء مئات من الراغبين بالبقاء في درعا من مقاتلين أو شبان ملاحقون للخدمة العسكرية بتقديم طلبات لتسوية أوضاعهم.فيما عاد عدد قليل من الأهالي إلى منازلهم في حي المنشية بانتظار استكمال فتح الطرقات وإعادة تأهيلها وفق مصدر في محافظة درعا.

وقال مصدر في محلي في محافظة درعا للصحافيين، إن فرني خبز باشرا العمل خلال الساعات الماضية، ويجري العمل على إنشاء نقاط صحية.

عشرات القتلى

يذكر أن التصعيد العسكري الأخير، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، كان أدى إلى مقتل 23 مدنياً بينهم 6 أطفال و26 عنصراً من قوات النظام و20 مقاتلاً معارضاً.

قوات روسية في درعا (فرانس برس)
قوات روسية في درعا (فرانس برس)

كما دفع ذلك التصعيد أكثر من 38 ألف شخص إلى النزوح من درعا البلد خلال نحو شهر، وفق الأمم المتحدة.

وشهدت مدينة درعا منذ نهاية تموز/يوليو تصعيداً عسكرياً بين قوات النظام ومجموعات مسلحة محلية، بعد 3 سنوات من هدوء أرسته تسوية استثنائية رعتها روسيا، وأبقت بموجبها تواجد مقاتلين معارضين في مناطق عدة، بينها الأحياء الجنوبية للمدينة والتي تعرف بدرعا البلد.