بمنتهى الصفاقة السياسية والافتقار الأخلاقي، أدان ما يسمى ائتلاف المعارضة السورية، عملية التفجير التي وقعت في مدينتي جبلة وطرطوس، وأدت إلى هلاك المئات من شبيحة الأسد، أولئك الذين يقتلون السوريين من المسلمين السنة في طول البلاد وعرضها.
أول ما يتبادر إلى العقل في عملية الإدانة الرخيصة ، أنها جاءت فقط من أطراف ثلاثة، حتى الآن، هم الأسد، وموسكو، وائتلاف المعارضة أيضاً.13254127_1613615122298311_4973818364160805109_n
ليست المسألّة صدفة، فإن الائتلاف قصد بهذه الإدانة، أن يفتح الباب للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لشجب العملية والتذكير “بإرهاب المسلمين السنة” الذين يدافعون عن أنفسهم. ولعل الأمر أبعد من ذلك، فليس من المستبعد أن يتهم الائتلاف حركة أحرار الشام، سعياً منه لوضعها في قوائم الإرهاب ، بعد أن عجزت روسيا. ومن هذا الباب اتهم الأسد على الفور، أحرار الشام بالعملية علماً أن تنظيم الدولة الإسلامية هو الذي تبناها.
بالعودة إلى الائتلاف فإنه، وإن كانت إدانته وقحة، لكنها ليست مفاجئة، والحقيقة أنني تأخرت عن كتابة مقالي هذا، بانتظار أن أتأكد أن السادة الأعضاء سيشجبون العملية ، وإن عدم تفاجئنا بما فعلوه ناجم عن تاريخهم الأسود، وتاريخ المجلس الوطني الأشد سواداً بالتعامل مع الأسد، والانصياع للغرب والشرق ضد مصالح الشعب السوري.
وللتذكير فقط ، فإن معاذ الخطيب كان قد قال “إن شمس دمشق ستشرق من موسكو” وأن رؤساء الائتلاف قد “ناضلوا” بالفعل لعدم نقل المعركة مع العدو إلى أماكن تواجده في الساحل السوري حيث مركز الأسلحة ومركز الشبيحة أيضاً.
أذكر جيداً أن ميشيل كيلو والجربا والخطيب وبقية الأعضاء لعبوا أقذر الأدوار لإبقاء معركة الأسد في مناطق السنة، والحؤول دون نقلها لأوكاره في اللاذقية وطرطوس. بل إن بعض الأعضاء تعهد بكل قوة لأسياده في الغرب بعدم نقل المعركة إلى مخابئ الأسد.
من المضحك والمؤسف، أن بيان الائتلاف يشير إلى إدانة العملية كونها قصدت المدنيين، متجاهلاً أنها قصدت شبيحة النظام وحسب، وأن كل الهالكين فيها هم من داعمي الأسد بالسلاح والمال والمقاتلين، وإلا فليشرحوا لنا كيف يخرج الشبيحة أفواجاً من طرطوس واللاذقية ليقتلوا السوريين في درعا وحلب وحمص.
أرجو أن تساعد ضربة اليوم، ثوار سوريا بالانتباه إلى نقل المعركة إلى أرض العدو، وعليهم أن يتساءلوا: لماذا يقتل السنة فقط ولماذا يهجر السنة فقط، ولماذا تدور المعارك على أرض حوران ويحاصر الوعر وتدمر حلب.
أجزم أن كل ثوري وكل سياسي معارض للأسد لا يريد نقل المعركة إلى أرض الشبيحة هو متواطئ بالضرورة بقطع النظر عن اسمه وصفته، و أجزم أن كل ثائر يرفع السلاح في وجهٍ غير وجه الأسد هو متواطئ بالضرورة أيضاً.

 

 

رئيس التحرير