بعد إصداره عشرات القرارات القاضية بمصادرة أملاك النازحين واللاجئين من السوريين، الذين فرّوا من جحيم حربه وعملياته العسكرية التي قتلت مئات آلاف السوريين على مدار 12 عاماً، كشف أحد مخاترة أحياء مدينة حلب سابقاً، عن قيام نظام رئيس عصابة المخدرات بحراسة منازل اليهود المهجورة في المدينة منذ 80 عاماً، بالتزامن مع تدميره منازل السوريين.

يقول (عمر مخللاتي/أبو رفعت) وهو مختار حي الجميلية بين العامين 2014 – 2009 : “مع بدء انتشار الشبيحة في حلب، قام نظام أسد بوضع (براكيات) أمنية أمام منازل اليهود في حي الجميلية في حلب، حيث تنتشر المنازل في منطقة شارع أسكندرون وجامع الصديق، وقد كانت تعرف هذه المنطقة سابقاً بـ (حارة اليهود).

قصفوا منازل السوريين بحجة أنهم عملاء لإسرائيل

وفي شهادته على تلك الفترة (أي قبيل تهجير أهالي حلب الشرقية) قال أبو رفعت، إن قمة المأساة هو أن يشاهد المرء قصف منازل أبناء بلده، في وقت تتم حماية منازل اليهود بشكل خاص، لقد كان عناصر الأمن يطلقون الرصاص على المتظاهرين ويقصفون أحياءهم في حلب الشرقية نهاراً، ويحرسون منازل اليهود ليلاً.

وأضاف أن أحد أكبر وأهم الأسباب التي دفعتني للانشقاق وترك عملي لدى نظام المخدرات، هو هذه المشاهد التي كانت تؤلم القلب، والأكثر ألماً هو حماية منازل اليهود واتهام من يعارض نظام أسد بأنه عميل لـ إسرائيل.

واعتبر (أبو رفعت) أن حماية منازل اليهود في حلب تكشف عن تلقي نظام أسد أوامر بحمايتهم وحماية ممتلكاتهم في وقت يدعي فيه عدم وجود أية علاقات مع إسرائيل، ولا سيما أن الأمر تكرر مع المسيحيين القاطنين في أحياء العزيزية والميدان والسليمانية، حيث تم تعزيز الحواجز في تلك الأحياء وكانت معاملتهم خاصة جداً وتختلف عن معاملة الحواجز لأي سوري (مسلم سنّي) في تلك الفترة.

بدوره أكد المحامي (ناصر العبد الله) أن الكثير من اليهود آثروا ترك منازلهم في تسعينيات القرن الماضي، مع منحها لمستأجرين (موثوقين)، وقد بقيت بعض المنازل في عهدة المستأجرين لحين إعلان نظام أسد حربه على الشعب السوري، قبل أن تبقى فارغة ومحمية من قبل ميليشيات أسد، التي قامت نفسها بنهب وتعفيش منازل السوريين (السنّة).

 

 

 

 

 

 

اورينت