تستمر محاولات الهجرة غير القانونية إلى أوروبا. ما يعني تزايد حالات غرق السفن. منظمات إنقاذ المهاجرين تقول إنها تتلقى مكالمات استغاثة كل يوم. بعد انقلاب قارب آخر قبالة لامبيدوزا، تعتبر الأمم المتحدة أن آلية البحث والإنقاذ الأوروبية المنسقة أصبحت الآن “مسألة ضمير”.

لا يزال حوالي 40 شخصًا من بينهم، طفل رضيع واحد على الأقل، في عداد المفقودين بعد انقلاب قارب مهاجرين جديد في البحر الأبيض المتوسط يوم الخميس الماضي (22 يونيو/حزيران). ويعد حادث الغرق هذا هو الأحدث في سلسلة حوادث الغرق المميتة التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، حيث تم تسجيل مئات القتلى والمهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

بالنسبة لممثلة الأمم المتحدة في إيطاليا كيارا كاردوليتي، فإن الأمر غير مقبول، حسب تغريدة لها على تويتر “من غير المقبول الاستمرار في إحصاء القتلى على أبواب أوروبا”.

وأكد فلافيو دي جياكومو المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة إن القارب الذي غرق قبالة لامبيدوزا غادر من صفاقس في تونس وكان يقل 46 مهاجرا من الكاميرون وبوركينا فاسو وساحل العاج.

 

 

وصل أربعة رجال نجوا من الغرق إلى لامبيدوزا في وقت متأخر يوم الخميس (22يونيو/حزيران)، وذلك بعد أن أنقذتهم سفينة أخرى. وأفادت وكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة (23 يونيو/حزيران) أنهم أبلغوا المنظمة الدولية للهجرة أن خمسة آخرين التقطهم قارب آخر.

وقال دي جياكومو “إن القارب انقلب بسبب الرياح القوية والأمواج الشديدة. ونُقل بعض الناجين إلى لامبيدوزا وأعيد آخرون إلى تونس”.

منذ نوفمبر/تشرين الثاني فاق عدد المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء إلى إيطاليا عبر تونس عدد التونسيين وبحسب دي جياكومو،إن هذه الزيادة هي “نتيجة فرار الناس من إفريقيا جنوب الصحراء من التمييز في تونس”. وتشهد أعداد الهجمات العنصرية على المهاجرين غير القانونيين القدمين من أفريقيا جنوب الصحراء ويعيشون في تونس، وذلك منذ بدء حملة القمع التي شنتها الحكومة في وقت سابق من هذا العام.

 

 

هروب المزيد من المهاجرين من تونس

 

 

ليس ذلك فحسب، بل أشاردي جياكومو أيضاً إلى أن إن القوارب غير المجهزة جيداً وفيها خلل، تغرق بسهولة وتساهم في ارتفاع معدل حطام السفن.

وبحسب تصريح لمسؤول تونسي لوكالة رويترز، فإن نحو 12 شخصًا ما زالوا في عداد المفقودين وتوفي ثلاثة بعد غرق ثلاثة قوارب قبالة تونس الأسبوع الماضي. وأنقذ خفر السواحل التونسي نحو 152 آخرين، لكن من غير الواضح ما إذا كان الناجون الأربعة من غرق السفينة يوم الخميس الماضي (22 حزيران/يونيو) كانوا على متن أحد هذه القوارب.

 

 

إعادة المهاجرين الذين اعترضهم خفر السواحل التونسي إلى صفاقس ، نقطة انطلاق لكثير من الأشخاص الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط | الصورة: خالد نصراوي / د ب أ / تحالف الصورة
إعادة المهاجرين الذين اعترضهم خفر السواحل التونسي إلى صفاقس ، نقطة انطلاق لكثير من الأشخاص الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط | الصورة: خالد نصراوي / د ب أ / تحالف الصورة

 

 

تقع جزيرة لامبيدوزا الإيطالية على بعد حوالي 145 كيلومترًا من الساحل التونسي وهي إحدى نقاط الدخول الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبي للأشخاص الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط. في العام الماضي، وصل أكثر من 46000 شخص إلى لامبيدوزا من شمال إفريقيا.

وكانت سفينة “نادر” غير الحكومية قد أنقذت يوم السبت (24 يونيو/حزيران) نحو 45 شخصاً ونقلتهم إلى لامبيدوزا. كان المهاجرون قد غادروا من صفاقس وكانوا تائهين لأكثر من ثلاثة أيام في قارب معدني عندما أطلقت سفينة صيد في منطقة البحث والإنقاذ البحرية المالطية ناقوس الخطر.

وبحسب ما ورد تعطل محرك القارب وكان يسير ويمتلئ بالمياه. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (إي.بي.دي) أن الأشخاص الذين كانوا على متن القارب، ونصفهم تقريبًا دون سن 18 عامًا، ظلوا بدون مياه شرب لمدة يوم ونصف.

وقالت راشيل أوستن، طبيبة على متن سفينة في نادر، إن ثمانية من المهاجرين تلقوا العلاج الطبي. وقالت “البقاء لوقت طويل في عرض البحر دون مياه شرب، يؤدي إلى جفاف شديد، فضلاً عن عواقب نفسية”.

وقالت منظمة “ريسكشيب” إن طاقم سفينة الإنقاذ حاول إنقاذ 144 شخصًا كانوا في محنة في البحر الأبيض المتوسط خلال الـ 36 ساعة الماضية وكان المهاجرون موزعين على متن خمسة قوارب. وكتبت المنظمة على موقع تويتر “من الصعب تتبع الوضع على البحر المتوسط ، حيث تظهر حالات استغاثة جديدة كل ساعة”. ووفقاً لوكالة الأنباء الإنجيلية، أنقذت سفينة نادر ما مجموعه 513 شخصاً كان في محنة في وسط البحر. وتم تسليم معظمهم إلى خفر السواحل الإيطالي.

 

 

قارب المهاجرين يفتقر إلى الوقود لإنقاذ الذين سقطوا في البحر

 

 

وجدير بالذكر تعرض الناجون الذين تم إنقاذهم من قارب آخر في مياه منطقة البحث والإنقاذ المالطية بواسطة السفينة “جيوبارنتس”، التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود، لأحداث مؤلمة حيث سقط أحد المهاجرين، وهو رجل سوري يبلغ من العمر 23 عامًا، في البحر وانجرف من القارب المطاطي. أوضح سيباستيان بونسفورد ، مسؤول الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود، في مقطع فيديو تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الآخرين لم يتمكنوا من استرداده لأن الوقود نفد.

لكن سفينة تجارية وصلت وأعطت المهاجرين الماء والطعام قبل مغادرتهم مرة أخرى ، كما يقول بونسفورد.

كما أخبر الناجون منظمة أطباء بلا حدود أن البحرية المالطية أعطتهم الوقود حتى يتمكنوا من الوصول إلى إيطاليا. قال المهاجرون إنهم طلبوا النجدة من خفر السواحل المالطي وإن شخصًا واحدًا سقط في البحر، وكان قاربهم يغرق في الماء، ونفد الوقود والطعام.

آلية الإنقاذ المشتركة مع الاتحاد الأوروبي “مسألة ضمير”

بعد غرق القارب يوم الخميس الماضي (22 يونيو/حزيران) قبالة لامبيدوزا ، حثت كاردوليتي من الأمم المتحدة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على إنشاء آلية إنقاذ منسقة ومشتركة في البحر، مشيرة إلى أن الامر الآن أصبح “مسألة ضمير”.

كما دعا دي جياكومو إلى “تسيير دوريات للسفن الأوروبية لمراقبة المسار التونسي والطريق الليبي وإلا سنشهد كارثة هذا الصيف”.

حدثت إحدى أسوأ كوارث قوارب المهاجرين في التاريخ في (14 حزيران/يونيو)، عندما غرقت سفينة صيد في وسط البحر المتوسط قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز في اليونان.

كان القارب مكتظًا بمئات الأشخاص، ولم ينجُ منهم سوى 104 أشخاص. تدعو منظمات حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل في غرق السفينة بعد أن ألقت تقارير من ناجين بظلال من الشك على روايات خفر السواحل اليوناني.

قبل أيام قليلة من كارثة بيلوس ، توصل وزراء الاتحاد الأوروبي إلى اتفاقات بشأن مراجعة القواعد الخاصة بتقاسم المسؤولية حول استضافة طالبي اللجوء.

وجدير بالذكر، فإن عدد الأشخاص الذين نجوا من عبور وسط البحر الأبيض المتوسط وتم تسجيلهم في الاتحاد الأوروبي زاد إلى أكثر من الضعف هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022 ، وفقًا لوكالة الحدود الأوروبية فرونتكس.

 

 

 

 

 

 

 

 

؟

؟

؟

؟