أصدرت محكمة بوخوم في ولاية شمالي الراين وستفاليا بألمانيا حكماً بالسجن مدى الحياة على رجل سوري وابنيه، بعد إدانتهم بجريمة قتل دافعها تحويل مالي “غير قانوني” هزّ مدينة ركلينغهاوزن.

وقالت وسائل إعلام ألمانية إن الحكم صدر بعد مرور عام على الجريمة، التي استخدم فيها القاتلون سلاحاً أبيضاً لإنهاء حياة الضحية، الذي لجأ إليهم من أجل تحويل أموال إلى عائلته في سوريا.

في 23 أيلول/سبتمبر 2023، انهار شاب سوري يبلغ من العمر 31 عاماً وهو ينزف أمام أحد المنازل في ركلينغهاوزن، بعد تعرضه لطعنات قاتلة، حيث وقعت الجريمة على خلفية نزاع مالي بين الضحية والمتهمين حول تحويل مالي غير قانوني إلى عائلة الضحية في سوريا بقيمة 600 يورو.

وكان الضحية قد جاء من هولندا إلى ألمانيا لمواجهة المتهمين واسترداد أمواله، لكن الأمر انتهى بجريمة قتل على يد أب سوري يبلغ من العمر 55 عاماً وابنيه (29 و31 عاماً)، حيث قاموا بطعنه بعد أن رشوا عليه غازاً مسيلاً للدموع.

 

وعقب اكتشاف الجريمة، بدأت الشرطة الألمانية تحقيقاتها، حيث تم اعتقال المتهمين بعد ساعات من الحادثة.

واللافت أن الشرطة لم تعتقل الجناة في موقع الجريمة، بل في أحد مراكزها، حيث قدم أحد المتهمين نفسه هناك مدعياً أنه كان ضحية في الشجار، وحاول تقديم بلاغ، لكنه انتهى به المطاف في الحجز الاحتياطي.

وأنكر الأب المتهم التورط في الجريمة خلال المحاكمة، بينما رفض الأبناء الإدلاء بأي تصريحات. ولكن الأدلة كانت كافية لإدانة جميع المتهمين، بحسب وسائل الإعلام الألمانية.

وأكدت المحكمة أن الجريمة كانت مدبرة ومتعمدة، حيث أصدر القاضي حكماً بالسجن المؤبد على الأب وابنيه، معتبراً أن الدافع وراء الجريمة كان الخداع والاحتيال.

 

السوريون في ألمانيا

 

منذ بدء توافد السوريين إلى ألمانيا، سجلت البلاد العديد من جرائم القتل التي ارتكبها سوريون لدوافع عديدة، كان أبرزها وآخرها عملية الطعن التي تبناها تنظيم الدولة (داعش) في مدينة زولينغن غربي ألمانيا، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص (رجل وامرأتان)، حيث شكلت نقطة تحول وصعّدت الخطاب ضد اللاجئين.

تشير أحدث البيانات من المكتب الفيدرالي للإحصاء إلى أن نحو مليون سوري يعيشون في ألمانيا. متوسط عمر السوريين في ألمانيا هو 25 عاماً، 39 بالمئة منهم ذكور و37 بالمئة منهم قاصرون.

وصلت الغالبية العظمى من هؤلاء السوريين إلى ألمانيا في عام 2015. وعلى الرغم من التدابير المتخذة مثل اتفاقية اللاجئين مع تركيا، لا يزال السوريون يتدفقون إلى ألمانيا، حيث بلغ عدد السوريين الذين تقدموا بطلبات لجوء في النصف الأول من عام 2024 نحو 37 ألفاً و633 سورياً.