رأت صحيفة “الشرق الأوسط” أن سوريا من أكثر الدول تأثراً بما يحصل في أفغانستان، سواء لجهة الانسحاب الأمريكي أو سرعة سيطرة حركة “طالبان”، وذلك نظراً لوجود دول وأطراف خارجية منخرطة في البلدين.
وقالت الصحيفة في تقرير، الجمعة، إن اللافت في سوريا أن كل طرف محلي يستند إلى حليفه الخارجي في الصراع السوري على أمل إخراج “المحتل الآخر”، فمثلاً عبّر القيادي في حزب “البعث” الحاكم مهدي دخل الله، عن سعادته بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان، مؤكداً وجود “درس واحد: أمريكا تتخلى عن عملائها بكل بساطة، دون رحمة”، وأن على “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أن تلمس رأسها.
واقترح دخل الله المقاومة الشعبية لإخراج قوات الأمريكية من مناطق شمال وشرق سوريا، لأنها أفضل من التوقيع والاستسلام والمساومة، إلا أنه تجاهل “الاحتلالين الروسي والإيراني” الذين يعتبرهما النظام السوري شرعيين.
في المقابل، هنّأت أطراف في المعارضة السورية، مثل “المجلس الإسلامي السوري” و”هيئة تحرير الشام”، الشعب الأفغاني بطرد المحتل، معبرين عن أملهما في استلهام التجربة الأفغانية لطرد “المحتل الروسي والإيراني” من سوريا، دون الإشارة إلى “الاحتلال التركي” لمناطق سورية، حالهم حال النظام السوري.
كما ذكّر الانسحاب الأمريكي، معارضين آخرين بتخلي واشنطن السريع عنهم لدى توقيع اتفاق في الجنوب السوري، تضمن إلغاء برنامج سري لتدريب “الجيش الحر”، وذكّر كذلك قادة “قسد” بقرار الرئيس دونالد ترامب، بالانسحاب المفاجئ من مناطق في شمال وشرق سوريا.
واعتبرت “الشرق الأوسط”، أن “قسد” من أكثر الأطراف السورية قلقاً من سرعة الانسحاب الأمريكي ومنعكساته عليها.