رغم إعلانها التخلي عن خطة الترحيل إلى رواندا، لا تزال الحكومة البريطانية الجديدة تتبنى نهجا قائما على مكافحة الاتجار بالبشر والحد من عمليات الهجرة عبر المانش. وأعلنت وزيرة الداخلية نيتها تسريع عمليات ترحيل المهاجرين إلى بلدهم الأم وتشديد المراقبة على الحدود.

بعد أن حقق حزب العمال فوزا كبيرا في الانتخابات الأخيرة في المملكة المتحدة، سارعت الحكومة بالتأكيد على خطتها في السيطرة على الهجرة معلنة عن “برنامج جاد” لترحيل المهاجرين إلى بلدهم الأم.

تلك الخطوة أعلنت عنها الحكومة أمس الإثنين كبديل عن الخطة المثيرة للجدل التي تقضي بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا شرق أفريقيا. ونددت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر بالمشروع الذي كلف دافعي الضرائب البريطانيين “700 مليون جنيه إسترليني” (830 مليون يورو).

وأكد رئيس الوزراء العمّالي الجديد كير ستارمر فور وصوله إلى السلطة التخلي عن مشروع رواندا، معتقدا أنه “مات ودُفن” حتى قبل أن يبدأ.

لكنه في الوقت نفسه أعلن أنه يريد تسريع معالجة ملفات طالبي اللجوء مع تشديد مكافحة عصابات المهربين بهدف “تعزيز” الحدود، متعهدا بمعالجة قضية الهجرة “بإنسانية”.

 

تسريع عمليات الترحيل

 

وقالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر أمس الاثنين، عارضة تفاصيل هذه الإجراءات في مجلس العموم، “سنستبدل (خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا) ببرنامج جدي للعودة وإنفاذ القانون”. وأوضحت “استبدلنا على الفور الرحلات المُجَدْولة إلى رواندا برحلات لإعادة الأشخاص الذين ليس لهم الحق في البقاء (في بريطانيا) إلى بلدهم الأصلي”.

 

 

 

 

وأضافت أنها طلبت من أجهزة وزارتها “تكثيف عمليات المراقبة هذا الصيف، لاستهداف العمل غير القانوني في القطاعات ذات المخاطر العالية”.

وحذرت إيفيت كوبر قائلة “علينا أن نتحرك قبل وصول القوارب بفترة طويلة” إلى فرنسا لنقل المهاجرين.

وبهدف الحد من الهجرة النظامية، أعلن كير ستارمر الاثنين إطلاق وكالة تهدف إلى تحسين التدريب للاستجابة للنقص الهائل في العمالة الذي يؤثر على قطاعات معينة.

 

وصول أكثر من 14 ألف مهاجر هذا العام

 

ويشهد هذا العام توافد أعداد غير مسبوقة من قوارب المهاجرين إلى المملكة المتحدة، حيث وصل 14,759 مهاجرا بين كانون الثاني/يناير و16 تموز/يوليو بحسب الأرقام الرسمية.

وينطلق المهاجرون على متن قوارب مكتظة سيئة الصنع من سواحل شمال فرنسا باتجاه السواحل البريطانية. لكن رحلات العبور هذه لا تخلو من حوادث مأساوية.

خلال الأسبوع الماضي توفي مهاجران في حادثتين منفصلتين، لترتفع حصيلة الوفيات في بحر المانش إلى 21 شخصا منذ بداية العام الجاري.