تلقى عدد من أبناء منطقة “القلمون” الشرقي بريف دمشق، في الآونة الأخيرة، بلاغات هاتفية لمراجعة أفرع المخابرات الجوية في العاصمة دمشق.
وقال مصدر خاص من أبناء المنطقة، لـ “زمان الوصل”، إنّ العديد من أبناء مدن وبلدات منطقة “القلمون” الشرقي تلقوا مؤخراً بلاغات هاتفية من أجل مراجعة أمنية شخصية لأفرع المخابرات الجوية في العاصمة دمشق، حيث شمل التبليغ موظفين وضباط عسكريين متقاعدين، إضافةً إلى أشخاص تربطهم صلات قرابة بمن هُجِروا قسرياً إلى الشمال السوري.
وأضاف أنّ “بعض المطلوبين يراجع فرع (فلسطين)، لكن لم يتم اعتقال أي من المطلوبين حتى الآن، واقتصر الأمر فحسب على الاستدعاء المتكرر والتحقيق معهم حول دورهم في المنطقة خلال السنوات التي سبقت دخول قوات النظام، أو عن أبنائهم وأقربائهم سواء ممن بقوا داخل المنطقة أو الذين غادروها برفقة قوافل التهجير”.
وأشار المصدر ذاته إلى أنّ عشرات العائلات في المنطقة تعيش في الوقت الراهن حالة من الخوف والقلق النفسي بسبب البلاغات الأخيرة، سيما وأنّ المطلوبين مجبرون على الذهاب مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً للمراجعة الأمنية، ومنهم أشخاص كبار بالسن أو من ذوي الأمراض المزمنة ولا تسمح لهم حالتهم الصحية بالذهاب دون مرافق إلى المراجعة الأمنية.
على صعيد متصل يتخوف عدد من أبناء “القلمون” ممن تخلفوا عن الإدلاء بصوتهم الانتخابي لصالح رأس النظام في الانتخابات الرئاسية التي أُجبر الكثير من السوريون على المشاركة بها وتمويل فعالياتها المختلفة، من أن تشملهم التبليغات أو أن يتم افتضاح أمرهم من قبل أعوان النظام واعتقالهم.
وتشير السيدة “ميساء” كما طلبت تعريفها، في حديثها لـ”زمان الوصل”، إلى أنّها نسيت المشاركة بالانتخابات بسبب انهماكها بالأعمال المنزلية اليومية وعدم معرفتها بموعد انتهاء فترة التصويت، لذلك فهي تخشى حالياً من البوح بما جرى معها أمام أحد، خصوصاً وأنّ المنطقة تعج بـ “المخبرين” الذين يعملون لصالح الأجهزة الأمنية ويترصدون أبناء المنطقة عند أي حادثة.

وتعاني منطقة “القلمون” بشقيها الشرقي والغربي، من قبضة أمنية مشددة، وحملات دهم واعتقال صامتة تجري بحق أبنائها، فضلاً عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانتشار مظاهر الجريمة والسرقة وتجارة المخدرات والمشروبات الكحولية بين أبنائها.

 

 

 

 

 

 

 

زمان الوصل