حضَّت أنقرة السبت، 27 يناير/كانون الثاني 2018، واشنطن على سحب قواتها من مدينة منبج في شمالي سوريا، الخاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد، فيما دخل الهجوم التركي أسبوعه الثاني مع ضربات جوية جديدة وقصف مدفعي.

في اليوم الثامن للهجوم التركي في منطقة عفرين بشمال غربي سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة “إرهابية، أعلنت تركيا أن الولايات المتحدة تعهَّدت بعدم تسليم أسلحة لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بعد اليوم.

وفيما وجهت دول غربية عدة دعوات إلى ضبط النفس، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أن حكومته مُصرة على “سحق” كل ما يشكل تهديداً لتركيا.

ومع تدهور العلاقات بين واشنطن وأنقرة، الحليفتين في حلف شمال الأطلسي، طالب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الولايات المتحدة بسحب قواتها “فوراً” من منبج.

وقال تشاوش أوغلو للصحفيين في أنطاليا، إن على القوات الأميركية “الانسحاب فوراً من منبج”، التي تبعد نحو 100 كلم شرقي منطقة عفرين.

 

عليها قطع العلاقة معهم

 
وأضاف “على الولايات المتحدة قطع علاقتها تماماً مع (وحدات حماية الشعب)، واستعادة الأسلحة التي منحتهم إياها”.

وينتشر مئات من الجنود الأميركيين في منبج، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة امتداداً في سوريا لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً مسلحاً في تركيا منذ 1984.

وزادت العملية التركية تحت اسم “غصن الزيتون” من حدة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، التي دعت القادة الأتراك إلى “ضبط النفس”، ليس فقط في تحركات الجيش التركي على الأرض، بل كذلك في خطابهم حيال واشنطن.

والسبت استؤنفت المعارك بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب في شمال غربي منطقة عفرين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “الضربات الجوية مستمرة، لكن بوتيرة أقل كثافة، بسبب رداءة الطقس”.

في أعزاز، المدينة الواقعة على بعد 20 كلم شرقي عفرين، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، أفادت مراسلة فرانس برس أنه يسمع دوي قصف مدفعي تركي متقطع في المكان. كما شوهد عناصر من هذه الفصائل وهم يقومون بأعمال الدورية بكامل سلاحهم.

 

-“سحق” أي تهديد-

 

وأعلنت الرئاسة التركية، السبت، أن الولايات المتحدة “أكدت” لتركيا أنها لن تسلم أسلحة بعد اليوم إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتلها أنقرة في شمالي سوريا، وذلك في اتصال هاتفي جديد على مستوى عال.

وقالت الرئاسة التركية إن هربرت ريموند ماكماستر، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، وإبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي، تحادثا مساء الجمعة، بعد يومين على الاتصال الهاتفي بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان.

وخلال الاتصال وحسب تصريحات الرئاسة التركية، تم خلال الاتصال الهاتفي “التأكيد بأنه لن تسلم بعد اليوم أسلحة” إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي يستهدفها الهجوم التركي في شمال غربي سوريا.

من جهة أخرى، قالت أنقرة إن المسؤول التركي “أكد ضرورة أخذ مخاوف تركيا الأمنية المشروعة في الاعتبار”.

ورغم الدعوات الأميركية لضبط النفس، هدّد أردوغان بتوسيع العملية العسكرية في سوريا إلى منبج، وأبعد شرقا حتى الحدود مع العراق، ما يحمل خطر اندلاع مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية.

وقال أردوغان في خطاب ألقاه السبت، في إسطنبول “أياً كان اسم التنظيم الإرهابي الذي تواجهه تركيا، سواء كان داعش أو حزب العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب الكردية، فإن قواتنا ستسحقهم جميعاً بإذن الله”.

من جهته قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم “سنواصل عمليتنا هناك (في منطقة عفرين) إلى أن يتم القضاء على رأس الإرهاب”، مضيفاً “لا يهم ما سيقوله هذا الطرف أو ذاك”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المواجهات أوقعت منذ السبت الماضي أكثر من 110 قتلى في صفوف المقاتلين السوريين الموالين لتركيا، وصفوف وحدات حماية الشعب الكردية، إضافة إلى مقتل 38 مدنياً، غالبيتهم في قصف تركي.

وبحسب أنقرة التي تنفي قصف المدنيين، فإن 3 جنود أتراك قتلوا، وأصيب 30 مدنياً منذ بدء الهجوم.

وعلى الأراضي التركية سقطت عدة صواريخ أُطلقت من سوريا على مدن حدودية، وخصوصا كيليس والريحانية، ما أوقع أربعة قتلى منذ بدء الهجوم.

والذي سرّع التدخل التركي في منطقة عفرين، الذي كانت تتحدث عنه أنقرة منذ عدة أشهر، إعلان التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين الذي تقوده واشنطن عن إنشاء “قوة حدودية”، تضم في صفوفها بشكل خاص عناصر من وحدات حماية الشعب.

 

 

 

 

 

ا ف ب