على الرغم من الحواجز الأمنية المنتشرة وعناصر المخابرات الذين يفوق عددهم السكان والمارة، تفاقمت ظاهرة النشل في العاصمة دمشق، وخاصة في وقت النهار وساعات العمل، وبات المارة غير آمنين على أي شيء يحملونه أو يضعونه في جيوبهم، ولا سيما الهواتف النقالة ومحفظة النقود الخاصة بهم.

لكن ذلك كله لم يُخِف شبيحة الأسد وعناصر ميليشياته، بل حدا بقائد أحد المخافر المنتشرة بين الأحياء وفي الأسواق العامة إلى إيجاد حل عجيب يمكنه أن يوقف تلك الظاهرة ويمنع اللصوص من الوصول إلى مبتغاهم، وذلك عبر ما تسميه العامة (المشي الحيط بالحيط وقول يا ربي الستر).

وتجلت الخطة العجيبة بحسب ما ذكره الموقع الموالي (أثر برس) نقلاً عن أحد رؤساء المخافر بمدينة دمشق قوله: إن حوادث النشل بالعاصمة ازدادت بشكل كبير مؤخراً، وأغلب الضبوط المنظمة تشتكي من سرقة الجوالات لارتفاع أسعارها وإمكانية بيعها نقداً، مضيفاً أنه يقترح أخذ الحيطة والحذر عبر استخدام الهاتف في الشارع من جهة الجدران البعيدة عن الطريق.

وتابع رئيس المخفر نصائحه القيمة بالقول: إن تلك الخطة سوف تصعّب على السارق مهمّته كما يجب أيضاً إقفال نافذة السيارة حتى في أثناء الوجود داخلها، وعدم استخدام الهاتف في زحمة السير (في إشارة منه إلى الفلتان الأمني الحاصل بالأسواق والطرقات العامة وانتشار السرقات على أعين من يسميهم الشرطة ورجال الأمن).

وأثبت الموقع الموالي وجود مثل هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة بين الناس، وذلك حين تعرضت مراسلته نفسها للنشل أثناء قيامها بكتابة تقرير عن هذه الظاهرة، وسُرقت حقيبتها خلال رحلة عودتها من عملها وركوبها حافلة صغيرة (سرفيس)، فقام بعض النشالين بأخذ النقود من حقيبتها دون أن تشعر، لكن بطاقة هويتها كانت في جيبها وسلمت من النشل “فلله الحمد” وفق قولها.

 

الشبيحة هم النشالون الحقيقون

وبيّن أن هذه الظاهرة باتت تهدد المارة والمتسوقين وأصبح النساء فريستها الأولى بنسبة 99 بالمئة، فيما الطرف الجاني هم شبان في مقتبل العمر يستقلون في الغالب دراجات نارية (مع العلم أنها ممنوعة بالعاصمة لغير رجال الأمن)، مضيفاً أن إحدى الضحايا وتدعى سهير (أم لثلاثة أبناء) انتزعت حقيبتها أثناء سيرها بأحد الشوارع في وضح النهار، ما أسفر عن تعرضها لإصابة متوسطة.

وأردفت الأم “سهير” أن إصابتها تراوحت ما بين رضوض والتواء في معصمها نتيجة السقوط على الأرض، موضحة أنها بالرغم من استنجادها بالمارة لكن أحداً منهم لم يلحق بالسارقين، وأصبحت الشكوى التي سجلتها في مخفر عرنوس وسط العاصمة من الماضي (في إشارة منها إلى أن الفاعلين هم من شبيحة الأسد).

أما الضحية الثانية وتدعى “غزل” فتعرضت هي الأخرى للنشل بعد خروجها من كليّتها في منطقة البرامكة، وعندما صرخت طالبة النجدة لم يتمكن أحد من مساعدتها أو الإمساك بالسارق خوفاً من أن يكون مسلحاً (في إشارة منها إلى أنه من ميليشيا أسد).

وأكدت الطالبة الجامعية أن خسارتها كانت كبيرة جداً، حيث فقدت هاتفاً يقدر سعره اليوم بـ 4 ملايين ليرة وبالرغم من أنها قدمت بلاغاً للمخفر القريب إلا أنها تشك في أن يتم القبض على الجاني وإعادة المسروقات.