بعد تصاعد الجدل بين دول الاتحاد الأوروبي حول المهاجرين واللاجئين ووجوب إعادتهم إلى بلدانهم لأسباب مختلفة، صرح مسؤول أممي معني بحقوق الإنسان أن الأوضاع في سوريا وأفغانستان خطرة وغير مهيئة لعودة اللاجئين إليها مجدداً.

وفي مؤتمر صحفي له بالعاصمة النمساوية فيينا، قال المفوض الأممي السامي “فولكر تورك”: إن أوضاع حقوق الإنسان في سوريا خطرة للغاية ولا يمكن إرسال المهاجرين إلى هذين البلدين قسراً لأسباب مختلفة.

وأشار “تورك” إلى أنه سيشارك ببعض الأنشطة التي ستُقام بمناسبة الذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، مضيفاً أنه فيما يتعلق بسوريا فإن الأوضاع هناك خطيرة للغاية وصعبة ولا يمكن لأحد إعادة اللاجئين قسراً في ظل هذه الظروف.

 

 

 

 

 

 

ولفت المسؤول الأممي إلى أنه لا يجد مقترحات لطلبات اللجوء يتم تقديمها خارج الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن هذا ليس النهج الصحيح لطالبي اللجوء أو المهاجرين.

وكان وزير الداخلية النمساوي “غيرهارد كارنر” أعلن في وقت سابق تأييده إرسال اللاجئين السوريين والأفغان الذين يشكلون خطورة على المجتمع والمتورطين في الجريمة إلى بلدانهم، كما اقترح أن يتم تقديم طلبات اللجوء من خارج أوروبا.

مؤتمر لميليشيا أسد

 

 

 

وجاء حديث المسؤول الأممي “تورك” تزامناً مع إعلان ميليشيا أسد إقامة “المؤتمر الدولي” لعودة اللاجئين السوريين، حيث استقبلت وفوداً روسية في مطاري دمشق واللاذقية، وبحسب “سبوتنيك” فإن طائرة روسية على متنها نحو 90 خبيراً حطت في مطار دمشق الدولي أمس.

وأشارت الوكالة إلى أن الخبراء الروس سيلتقون بنظرائهم من ميليشيا أسد في إطار دعم القدرات وتهيئة البنى اللازمة لعودة اللاجئين، في حين قالت وكالة أنباء أسد (سانا) إن وفداً روسياً من مقاطعة نيجني نوفغورود الإقليمية في روسيا وصل إلى مطار اللاذقية الدولي أمس.

وذكرت أن زيارة الوفد تأتي في إطار اجتماعات اللجنتين التنسيقيتين السورية الروسية والتي ستتضمن العديد من الاجتماعات والفعاليات في دمشق واللاذقية ومحافظات أخرى، خلال الفترة الممتدة من الـ 4 إلى الـ 9 من حزيران الحالي.

 

 

 

عودة اللاجئين ليست بالأمر السهل

 

 

 

 

ويأتي ترويج النظام وروسيا لمؤتمر عودة اللاجئين، بعد العودة المشروطة لنظام أسد إلى الجامعة العربية ومشاركة بشار الأسد في قمة جدة بالسعودية الشهر الماضي.

وكان بند تسهيل عودة اللاجئين إلى سوريا من البنود الأساسية لمخرجات اجتماع عمان لوزراء خارجية أسد والأردن ومصر والسعودية والعراق الشهر الماضي.

إلا أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اعترف بوقت لاحق بأن عودة اللاجئين السوريين إلى مناطق أسد ليست بالأمر السهل.

وكانت 20 منظمة حقوقية من بينها “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” أصدرت في شهر أيار/مايو الماضي بياناً يتعلق بعمليات إعادة وترحيل للاجئين السوريين لا سيما أولئك الموجودين في لبنان.

وقالت المنظمات: ليس هناك ما يُبرّر تسليم السلطات لمئات الرجال والنساء والأطفال إلى حكومة أسد التي فرّوا منها، مضيفة أنها وثقت الانتهاكات المروّعة التي ترتكبها ميليشيا أسد وقواته الأمنية ضدّ العائدين السوريين، بمن فيهم الأطفال، مثل الاحتجاز غير القانوني أو التعسّفي، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيّئة، والاغتصاب والعنف الجنسي، والإخفاء القسري.