أثار الهجوم السيبراني المعقد بتفجير إسرائيل أجهزة اتصال محمولة “البيجر” لحزب الله تساؤلات عن طريقة تنفيذ العملية، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من ألف شخص في لبنان من بينهم السفير الإيراني، وكيف تمكنت من اختراق هذه الأجهزة، هل فجرتها عن بعد أم أن الأجهزة كانت ملغمة مسبقاً؟

في الوقت الذي تتهم التقارير اللبنانية الرسمية إسرائيل بالوقوف خلف العملية “الفريدة من نوعها”، تنصل رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة “إكس” ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب.

وظهر اليوم، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة مئات اللبنانيين بتفجير أجهزة اتصال محمولة من نوع “بيجر” (pager) في أيدي من يحملونها في الضاحية الجنوبية.

في حين أشارت تقارير إلى إصابة السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني بانفجار أحد الأجهزة.

وقالت مصادر أمنية لوكالة “رويترز” إن أجهزة الاتصال التي انفجرت في لبنان هي أحدث طراز يجلبه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية.

ولكن السؤال المركزي يدور حول طريقة تنفيذ العملية وكيف فجرت إسرائيل مئات الأجهزة، من طراز “بيجر”، في وقت واحد وفي أماكن متعددة.

؟

3 سيناريوهات

؟

وفقاً طبيعة الحادث يمكن استنتاج 3 سيناريوهات لعملية التفجير وبالاستناد إلى معطيات سيبرانية قدمها ماجن مارغاليت لموقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي.

؟

؟

الأول، احتمال وقوع هجوم سيبراني متطور عبر اختراق أنظمة تشغيل أجهزة “البيجر” وتسبب في خفض أو زيادة الطاقة المخزنة في بطاريات الليثيوم مما أدى إلى انفجارها.

والاحتمال الآخر، هو استغلال ثغرة أمنية في البرامج الثابتة لهذه لأجهزة، والتي تسمح لطرف خارجي بالتحكم فيها عن بعد وجعلها تعمل بشكل غير طبيعي إلى حد الانفجار.

؟

5
أحد أجهزة “البيجر” التي تم تفجيرها في لبنان، 17 أيلول/سبتمبر 2024 (وسائل التواصل الاجتماعي)

؟

هل كانت الأجهزة ملغمة؟

؟

بعيداً عن الاحتمالين اللذين قدمهما مارغاليت، هناك احتمال ثالث وهو الأكثر ترجيحاً، قد تكون هذه الأجهزة ملغمة مسبقاً وتم تفجيرها عن بعد، خاصة وأن رويترز أكدت بأن الحزب استوردها منذ أشهر وليس سنوات.

ومن الممكن أن تكون هذه الأجهزة مزروعاً بداخلها مكونات مصممة للانفجار عن بعد.

وتجدر الإشارة إلى أجهزة “البيجر” تعتمد على تقنيات قديمة، كانت مشهورة في تسعينيات القرن الماضي، ولا تنتمي إلى جيل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المربوطة بالأقمار الصناعية لتسهيل علمية الاختراق “التهكير”.

وأجهزة البيجر تعتمد تقنية إرسال رسائل نصية مشفرة ومصممة لمنع الاختراق أو التنصت على الاتصالات.

كما أن عملية الاختراق عن بعد يمكنها التحكم بالأجهزة وتردداتها وإرسال رسائل مضللة وتفعيل آليات للتنصت، أما أن يتم تفجيرها فهذا احتمال أقل من أن تكون الأجهزة ملغمة.

يذكر أن إسرائيل تمتلك تقنيات تجسس أثارت جدلاً عالمياً، بعد فضح الصحافة الغربية لبرنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس على ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان.

ويتزامن هذا الهجوم مع تهديدات إسرائيل بشن حرب برية على لبنان رغم التحذيرات الإقليمية والدولية من تفجر المنطقة وخروجها عن السيطرة حال تنفيذ ذلك.

؟

5

؟

برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس”.. ما هو؟

؟

في عام 2021، أثارت شركة “NSO” كثيراً من الجدل في العالم، بسبب برنامجها التجسسي “سيئ الصيت”، المعروف باسم “بيغاسوس” (Pegasus).

“بيغاسوس” هو برنامج تجسس يمكن زرعه على كل من أجهزة Android وiPhone، وهو قادر على تحويل الهواتف الذكية إلى أداة تجسس على كل شيء، ويمكّن المشغلين للبرنامج من استرداد الملفات من الهواتف المخترقة وتشغيل الكاميرا والميكروفون والوصول إلى موقع الجهاز وعرض جهات الاتصال والتقويم بالإضافة إلى تتبع المراسلات في تطبيقات المراسلة والنشاط على الشبكات الاجتماعية.

مجموعة “NSO” هي شركة تكنولوجيا إسرائيلية يركز مجال عملها على الاستخبارات الإلكترونية، تأسست في عام 2010، وتوظف نحو 500 شخصاً، ومقرها في مدينة “هرتسليا” بالقرب من تل أبيب.

وبعد افتضاح خطورة هذا البرنامج الذي استغلته دول عديدة للتجسس على ناشطي حقوق الإنسان والصحفيين، ذكرت الشركة المنتجة أنها قطعت الاتصال بالعملاء بعد إساءة استخدام المنتج.

وفي تموز/ يوليو الماضي، نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية، نتائج تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية، عن أن برنامج “بيغاسوس” للتجسس، انتشر على نطاق واسع في العالم، “واستخدم لأغراض سيئة”، للتنصت على ناشطي حقوق الإنسان، ومراقبة رسائل البريد الإلكتروني، والتقاط الصور، وتسجيل المحادثات، وذلك بعد اختراق هواتفهم.

؟

شركة "NSO" الإسرائيلية التي طورت برنامج "بيغاسوس" للتجسس على الهواتف الخليوية (الإنترنت)
شركة “NSO” الإسرائيلية التي طورت برنامج “بيغاسوس” للتجسس على الهواتف الخليوية (الإنترنت)