مرة أخرى يثار الجدل حول سياسة الخصوصية على تطبيقات المراسلة الفورية، خاصة بعد إعلان “واتساب” منع مستخدميه الذين يرفضون الموافقة على شروطه الجديدة من استعمال حساباتهم اعتبارا من الثامن من فبراير/ شباط القادم.

وبمجرد أن يلج المستخدم تطبيق “واتساب” تظهر أمامه رسالة تطلب منه تحديث سياسة الخصوصية الخاصة بالتطبيق.

وتسمح السياسية الجديدة لـ”واتساب” بمشاركة بعض بيانات مستخدميه مع شركة “فيسبوك” المالكة للتطبيق وتخصيص مساحة للتفاعل مع الإعلانات.

وقوبلت التغيرات الجديدة بانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اتهم معلقون التطبيق بانتهاك خصوصيتهم.

كما اشتكى بعض مستخدمي التطبيق من تفعيل شروط الاستخدام الجديدة من دون الاطلاع على تفاصيلها.

في حين نشر مغردون قائمة تطبيقات قالو إنها “تتمتع بخاصية تشفير قوية وتراعي الخصوصية كتطبيق “تليغرام”.

وفي تغريدة مختصرة على تويتر، نصح رئيس تيسلا، ألون ماسك، متابعيه باستخدام تطبيق “سيغنال”.

في حين علق أحد المغردين العرب :” ما سبب هذا “الخوف” من تعديلات الخصوصية في واتساب؟ برأيي، الموضوع لا يعدو كونه مجرد تنافس على السوق؟”

ماذا نعرف عن تحديث واتساب الجديد؟

يعد تطبيق واتساب أحد أكبر التطبيقات التابعة لشركة فيسبوك. ويبلغ عدد مستخدميه في مختلف أنحاء العالم حوالي 2.2 مليار، وهو التطبيق الأكثر تحميلا على الهواتف الذكية.

في أغسطس 2016، أجرى “واتساب” تحديثا رئيسيًا لسياسة الخصوصية.

ولم تكتف إدارة واتساب بتلك الإجراءات فألحقتها بتحديثات جديدة قبل أيام.

وتنص الشروط الجديدة على جمع المعلومات ومشاركتها مع شركات فيسبوك الأخرى كرقم الهاتف، وصورة الحساب، ونشاطات المستخدم على التطبيق إضافة لتحديد المعرف الرقمي (IP) لجهاز الحاسوب أو هاتف المستخدم وموقعه ولغته.

كما تشمل أيضا جمع معلومات حول معاملات الدفع والبيانات المالية الخاصة بالمستخدمين.

الجدير بالذكر أن هناك دولا لا تنطبق عليها الشروط الجديدة، كدول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

ما أوجه الاختلاف بين “سيغنال وواتساب”؟

طرح تطبيق “سيغنال” لأول مرة عام 2014.

وتتلقى الشركة المالكة للتطبيق تمويلا من منظمات غير ربحية تُنعى بضمان حرية التعبير. وهو تطبيق شائع الاستخدام بين الصحفيين.

ويُعتقد أنه من الصعب على طرف ثالث اختراق محادثات “سيغنال”.

ورغم ما راج من الأنباء حول نجاح إحدى شركات التجسس في اختراق التطبيق، إلا أن شركة “سينغال” وتقنيينآخرين فندوا ذلك، بحسب ما ذكرته صحيفة هارتس الإسرائيلية في مقالين منفصلين الشهر الماضي.

هناك العديد من أوجه التشابه بين تطبيقي و”اتساب” و”سيغنال”، فكلاهما يستخدم نفس تقنية التشفير “طرف إلى طرف” مما يعني أنه لا يمكن فك تشفير الرسائل أثناء إرسالها بين الأجهزة.

لكن الاختلافات بينهما جذرية بحسب ما قاله صانع المحتوى التقني أسامة عصام الدين في حديث مع مدونة ترند.

ويفسر قائلا “يستخدم تطبيق “سيغنال” نظام تشفير خاص مفتوح المصدر مما يتيح للخبراء فرصة فحص الكود الأساسي في أي وقت، في حين لا يسمح تطبيق واتساب بفحص الكود الخاص به بسهولة”.

ويكمل :”كما يسمح “واتساب” بتخزين كم هائل من البيانات المتعلقة بالمستخدم ونشاطاته. وسيجمع المزيد من المعلومات مع التحديث القادم لمشاركتها مع مجموعة فيسبوك”.

ولن “يجمع واتساب البيانات الحقيقية للمستخدم بل سيستعمل البيانات الوصفية وهي عبارة عن خوارزميات ستصف لشركات فيسبوك الأخرى اهتماماتك ونشاطاتك” بحسب ما قاله الخبير التقني أسامة عصام الدين.

“فعلى سبيل المثال إذ أردت شراء جهاز معين أو زيارة مسرح، فيحلل واتساب اهتماماتك ويرسلها إلى فيسبوك لكي يستطيع عرض الإعلانات التي قد تجذبك”.

وعادة ما تستعين بعض الشركات التجارية بـ “واتساب” للتواصل مع عملائها، لذلك طرحت مجموعة فيسبوك قبل سنوات تطبيق “واتساب للأعمال” لجني المزيد من الأرباح.

ولكن الأمر “يختلف تماما مع سيغنال، فلن يحتفظ بمعلومات عنك أو نشاطاتك، ولن يشاركها مع طرف ثالث” .

كما ينفي القائمون على التطبيق وجود خطة لتضمين الإعلانات على الأقل في الوقت الحالي.

تأتي هذه التغييرات الجديدة في ظل حرب تخوضها شركة فيسبوك المالكة لتطبيق واتساب مع شركة آبل، بسبب تعقب بيانات المستخدمين للاستفادة منها في الإعلانات.