سخرت أحد أشهر الصحف الأمريكية من الدول العربية التي تمكن  بشار أسد من “الفوز” عليها بسلاح الكبتاغون .

وكتبت صحيفة “واشنطن بوست ” في عنوان تقريرها عن إمبراطور المخدرات “حبة صغيرة بيضاء، الكبتاغون، تمنح الأسد أداة قوية للفوز على الدول العربية”، مشيرة إلى دور تجارة المخدرات وتهريبها عبر الحدود، وإغراق دول الخليج العربي بحبوب الكبتاغون بإخراج بشار الأسد من حالة المنبوذ وإعادته إلى كرسي سوريا في الجامعة العربية مقابل تعهدات بوقف تدفق هذه المادة إلى الخليج.

وقالت الصحيفة إن الحكومات الغربية شعرت بالإحباط بسبب المعاملة السخيفة التي قدمتها الدول العربية للأسد، خشية أن تقوض مصالحتها الدفع من أجل إنهاء الحرب في سوريا المستمرة منذ أكثر من عقد، لكن بالنسبة للدول العربية، فإن وقف تجارة الكبتاغون يمثل أولوية قصوى.

وخلال السنوات السابقة تم تهريب مئات الملايين من الحبوب إلى الأردن والعراق والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية الأخرى، والتي كان مصدرها مناطق سيطرة ميليشيا أسد وتم إيقاف عدد منها في الأردن والسعودية.

ويقول المحللون إن الأسد يأمل على الأرجح أنه من خلال القيام حتى بإجراءات محدودة ضد المخدرات، يمكنه كسب أموال إعادة الإعمار، والمزيد من الاندماج في المنطقة، بل حتى الضغط من أجل إنهاء العقوبات الغربية.

 

الكبتاغون سلاح الأسد وشريان اقتصاده

وتتهم الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الأسد وعائلته وحلفائه، بما في ذلك ميليشيا حزب الله اللبنانية، بتسهيل التجارة والاستفادة منها، ويقولون إن ذلك منح حكم الأسد شريان حياة ماليًا هائلاً في وقت ينهار فيه الاقتصاد السوري.

وفي تصريح لكرم شعار، أحد الباحثين في معهد “نيو لاينز” بواشنطن يقول : “لقد أدرك نظام الأسد أن هذا شيء يمكن أن يستخدمه كسلاح لتحقيق مكاسب سياسية … وذلك عندما بدأ الإنتاج على نطاق واسع”.

وكان وقف التجارة مطلباً رئيسياً للدول العربية في محادثاتها مع سوريا بشأن إنهاء عزلتها السياسية. وتم إعادة بشار إلى كرسي سوريا في قمة جدة في المملكة العربية السعودية لأول مرة الشهر منذ تم تعليقها منها في 2011 بسبب قمع الأسد الوحشي للمتظاهرين.

وأشارت الـ ” واشنطن بوست” إلى ظهور علامة محتملة على المقايضات التي جرت وراء الكواليس في 8 أيار، عندما حوّلت الغارات الجوية في جنوب سوريا منزل زعيم مخدرات معروف إلى أنقاض، حيث قُتل مرعي الرمثان وزوجته وأطفاله الستة، إثر تعاون بين ميليشيا أسد والمخابرات الأردنية، في حين أن الجانب الأردني لم ينفِ أو يؤكد مسؤوليته عن الغارات.

 العقوبات الغربية مستمرة والحل عبر القرار 2254

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى تخشى أن يقوّض تطبيع الدول العربية مع سوريا محاولات دفع الأسد لتقديم تنازلات لإنهاء الصراع السوري. مؤكدة أن المعسكر الغربي يصر على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لإحلال السلام في سوريا.

وأكدت استمرار العقوبات الغربية على أسد وميليشياته، فمن الصعب على أسد الحصول على تنازلات كهذه من أوروبا وأمريكا؛ في حين أن دول الخليج العربية لن تكون قادرة على ضخ الأموال مباشرة في حكومة الأسد مع فرض العقوبات.