يبدو أن ظاهرة “تأليه” الأشخاص وتقديسهم لدى جزء واسع من الموالين للنظام في تصاعد مستمر، فمن وضع صور “بوتين” والأسد على زجاج السيارات وحافلات الركاب، وواجهات المحال التجارية، وليس آخراً مقهى في مدينة طرطوس أطلق صاحبه عليه اسم “مقهى بوتين”، وعلق على باب المحل علم روسيا وعلم نظام الأسد.

وتداول مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي صورة المقهى، وعلقوا بشيء من السخرية، وكتب “بسام يوسف” في حسابه على موقع “فيسبوك”: “تذوق المتة بنكهة الـ S400 (منظومة الصواريخ التي نشرتها روسيا في اللاذقية)، واستمتع بالشاي على صوت السوخوي”. وأضاف: “لا تنسى تحيي الوطن وترفع العلم الوطني لما بتشوف الصواريخ البالستية من بحر قزوين عم تفتت أجساد السوريين”.سوريا-جندي-روسي-امام-صورة-بوتين-والاسد

ويبدو من خلال متابعة الصفحات الإخبارية والأخرى العامة المؤيدة للنظام على موقعي “فيسبوك وتويتر” حجم التأييد والتبجيل بـ”بوتين”، ووصل الأمر إلى حد إغفال العديد من الصفحات الحديث عن الأسد الذين كانوا يرون فيه “صمام الأمان” الحامي لهم. وبات كل ما يتفوه به “بوتين” محط تداول بين المؤيدين، كما أصبح بعضهم يستخدم عبارات مديح للرئيس الروسي كتلك التي كانوا يستخدمونها سابقاً لبشار الأسد كعبارة “منحبك بوتين”.

ويرى معارضون أن اهتمام المؤيدين بالتدخل الروسي في سورية يأتي بسبب فقدانهم الثقة بنظام الأسد، إذ عجز الأخير ليس فقط على حمايتهم فحسب، بل في توفير متطلبات الحياة الأساسية لهم أيضاً.

ومنذ بدء التدخل العسكري الروسي في سورية نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، تنتشر بشكل مكثف مظاهر التمجيد بشخص الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في مدن الساحل السوري التي تحتضن جزءاً كبيراً من الموالين للنظام. وأصبحت صوره تلصق إلى جانب صور بشار الأسد وحسن نصر الله ، وفي بعض الأحياء تغيب صور الأسد أمام حضور “بوتين”.

11

متابعة ورصد مصدر