كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، في تقرير مشترك أعدته بالتعاون مع الجيش السوري الحر، عن معلومات قالت بأنها حصلت عليها من داخل قوات الحرس الثوري تفيد بأن معركة “خان طومان” يوم الجمعة الماضي، أفشلت خطة إيرانية لاحتلال حلب، تعمل عليها قوات الحرس الثوري منذ أشهر.
وبحسب التقرير، فإن خطة الهجوم على حلب نفذّت منذ تسعة أشهر بأمر من المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي، وتم تنظيم وتنفيذ هذه الخطة في الأساس من قبل قوات الحرس الإيراني حيث لا يوجد عناصر من الجيش السوري في المنطقة”.

وجاء في التقرير أن “عمليات القصف الإجرامي خلال الأسبوعين الماضيين التي نفذّت من قبل القوات الجوية السورية والقوات الروسية والتي أدّت إلى مقتل مئات المدنيين الأبرياء كان هدفها تمهيد الأرضية لتقدم قوات الحرس وعملائهم”.

وكان لقوات الحرس الثوري خطة كبيرة في ضواحي حلب في شهر اكتوبر 2015 باسم “عملية محرم” والتي فشلت بعد مقتل الجنرال حسين همداني، والذي كان القائد العام لقوات النظام الإيراني في سوريا، في 7 أكتوبر 2015 في محيط حلب ومقتل عدد كبير من جنرالات وقادة الحرس في تلك المنطقة.

وفي يناير 2016 قام الحرس الثوري بمضاعفة قواته في سوريا، لكن رغم الهجوم المتكرر على ريف حلب الجنوبي ووجود عناصر نخبة من اللواء 65 بالجيش الايراني المعروفة بـ “القبعات الخضراء” منذ بداية إبريل الماضي، لم تتمكن القوات الإيرانية من إحراز أي تقدم بهدف السيطرة على المنطقة، بل تكبدت وتتكبد خسائر فادحة حتى اللحظة.

خامنئي أمر باستمرار المعارك

من جهته كشف الدكتور سنابرق زاهدي، من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في تصريح خاص أنه “منذ فترة طويلة كان النظام الإيراني وبشكل محدد خامنئي شخصه يخطط من أجل قطع الطريق السريع بين حلب – دمشق وكانت بلدة خان طومان رمزا لهذه السيطرة”.
وأضاف: “لما فقدت قوات ولاية الفقيه خان طومان فمعناه أنه فقدت الأمل للسيطرة على طريق حلب- دمشق. ولاشك أن الهدف النهائي كان الاستيلاء على حلب المدينة”.

وبحسب زاهدي، “بعد مقتل حسين همداني في معارك جنوب حلب في اكتوبر الماضي، ذهب قادة الحرس إلى خامنئي وقالوا له من الصعب جدا التقدم في هذه الجبهة وطلبوا منه قبول الانسحاب. لكنه رد عليهم أن هذه العملية بالنسبة لسوريا شأنها شأن عملية “كربلاء الرابعة” في العام 1986 في الحرب الإيرانية – العراقية. وترمز عملية كربلاء الرابعة وكذلك الخامسة إلى بداية هزيمة النظام الإيراني في الحرب الإيرانية – العراقية، ولذا خامنئي قال لهم لا يمكن الانسحاب من هذه المعارك”. قتلى-ايران-في-خان-طومان-630x350

وحول مستقبل تدخل النظام الإيراني العسكري في سوريا في ظل تزايد خسائر الحرس الثوري وقوات النخبة من الجيش الإيراني هناك، قال زاهدي: “راهن نظام ولاية الفقيه على سوريا مراهنة استراتيجية حيث قال ولايتي مستشار خامنئي للشؤون الدولية قبل يومين بأن بشار الأسد خط أحمر لنا. وهناك عشرات التصريحات من قادة النظام السياسيين والعسكريين من كلا الجناحين بأنه لا يمكن للنظام الإيراني التخلي عن سوريا. وأهمها تصريحات خامنئي نفسه حيث قال إذا لم نقاتل في حلب وفي سامراء، فيلزم علينا أن نقاتل في كرمنشاه وفي طهران. وهذا الكلام أيضا قاله العديد من قادة الحرس وزعماء النظام. معنى ذلك أن النظام ربط نفسه بسوريا. والسبب واضح وهو أنه يعرف جيدا أن التخلي من سوريا معناه التخلي من حزب الله ومن العراق وقبلها من اليمن ومعناه حصر النظام في داخل حدود إيران وهذا ما سيؤدي إلى سقوطه المحتم”.

تقسيم سوريا لخمس جبهات

وبالعودة للتقرير، تقضي “خطة احتلال حلب” بتقسيم سوريا إلى خمس جبهات، وهي مقرات للقيادة المركزية – الجبهة الجنوبية – الجبهة الشرقية – الجبهة الشمالية وجبهة الساحل، حيث يلعب الجيش السوري دور الإسناد في المعارك.

عدد قوات إيران وقادتها

ويقدر التقرير عديد القوات الإيرانية والتي تشتمل على الحرس الثوري والجيش الإيراني والميليشيات الأفغانية والباكستانية وحزب الله اللبناني وكذلك ميليشيات فلسطينية، بأنها أكثر من 70 ألف عنصر يتولى قيادتها بعد مقتل الجنرال حسين همداني، مجلس مشترك يقوده العميد حسين قائاني، نائب قاسم سليماني في قوة القدس، العميد جعفر أسدي ( بالاسم الحركي سيد أحمد مدني).

كما أن هناك عددا من القادة الرئيسيين لقوات الحرس الثوري في سوريا وهم كل من العميد سيد رضى موسوي (القائد السابق لقوة القدس في سوريا والقائد الحالي للشؤون اللوجستية لقوات الحرس في سوريا)، العميد فلاح بور (قائد أمن المعلومات لقوات الحرس في سوريا)، العميد مجيد علوي (اسم مستعار) والعميد ابوحيدر (اسم مستعار)، وهما من مساعدي قاسم سليماني.

بالإضافة إلى ذلك، فقد عين خامنئي مؤخرا، اللواء محسن رضائي، القائد العام الأسبق لقوات الحرس الثوري، وأحد قادة الحرب الإيرانية – العراقية- بالثمانينات، مستشارا لهيئة العمليات في سوريا.

التطورات الميدانية

وحول التطورات الميدانية في ريف حلب الجنوبي واستعداد القوات الإيرانية لعملية انتقامية في خان طومان، قال العميد مثقال النعيمي، الضابط المنشق ومستشار الجيش السوري الحر، في تصريح إن “قوات المعارضة تصدت لمحاولة تقدم للقوات الإيرانية نحو الحميرة وكبدتها خسائر كبيرة، ليلة البارحة”، أي مساء أمس الأحد.

وحول تنسيق الجيش الحر مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، قال النعيمي إن “الهدف من التنسيق هو الحصول على معلومات دقيقة وتقاطع هذه المعلومات على الأرض والتأكد منها”.

وأضاف: “على سبيل المثال، اليوم كشفت معلومات الأخوة في المقاومة الايرانية عن موقع في السفيرة، في منطقة حلب، تتواجد فيه قوات إيرانية، وبعد التدقيق مع مصادرنا على الأرض السورية تبين أن هذه القوات تتمركز في معمل 350 ومعمل 702 وهما معملان لتصنيع الأسلحة الكيمياوية وغاز خردل، مستثمرة من قبل قوات الحرس الثوري ومجموعة من حزب الله”.

وتابع قائلا: “كما كشفت المعلومات عن وجود تجمع مرتبط بمدرسة المزنجرات لتغذية الجبهات حسب الموقف”.

 

 

زكريا صالح | مصدر

.