احتلت سوريا المرتبة الأولى عالميا من ناحية خطورة العمل الصحفي فيها خلال 2015، بسبب تصدرها قائمة الدول التي قتل فيها أكبر عدد من الصحفيين خلال العام الحالي، فضلا عن المختطفين ومجهولي المصير منهم.

فقد أعلنت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود غير الحكوميتين، في تقريرين منفصلين نشرا اليوم، أن قرابة 70 صحفياً لقوا مصرعهم أثناء أداء واجبهم خلال عام 2015 حول العالم، العدد الأكبر منهم في سوريا.

وأكد تقرير اللجنة، التي تتخذ من المدينة الأميركية نيويورك مقرا لها، أن سوريا تعد أخطر بلد لعمل الصحفيين خلال عام 2015، حيث قتل 13 صحفياً خلال أداء واجبهم فيها.

إلى ذلك، أشارت منظمة مراسلون بلا حدود، التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها، إلى أن 26 صحفيا ما زالوا محتجزين رهائن في سوريا حتى نهاية 2015، من أصل 54 صحفيا مختطفين في كل دول العالم، واصفة مدينة حلب بأنها “حقل ألغام” للصحفيين و”المواطنين الصحفيين” على السواء.

وجاء في تقرير المنظمة أن الصحفيين العالقين بين مختلف أطراف النزاع المستمر منذ العام 2011، كانوا مهددين بالوقوع ضحايا جانبيين، ويعتقلون لدى النظام السوري أو يختطفون كرهائن لدى مجموعات مسلحة غير حكومية، مثل تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة والجيش السوري الحر، حسب المنظمة.10291810_444339615771004_3887904347501178145_n

وطالبت مراسلون بلا حدود بتعيين ممثل خاص لدى الامين العام للامم المتحدة لحماية الصحفيين، محذرة من أن “هذا الوضع المقلق” سببه عنف متعمد ضد الصحفيين ويشهد على فشل المبادرات المتخذة من اجل حمايتهم.

وبينت المنظمة أن 110 صحفيين قتلوا خلال عام 2015 في العالم، بينهم 67 بسبب نشاطهم المهني أو أثناء مزاولة مهامهم، إضافة إلى 27 “صحفيا مواطنا” وسبعة متعاونين مع وسائل إعلام، لافتة إلى أن العراق كان أحد الدول الأخطر على الصحفيين خلال 2015 إلى جانب سوريا، تلتهما فرنسا التي قتل فيها ثمانية صحفيين خلال حادثة الاعتداء على مقر شارلي إيبدو في باريس، ثم اليمن وجنوب السودان والهند والمكسيك والفليبين.

ولفتت المنظمة إلى إن اعتداء باريس أسهم في قلب التوجه المسجل عام 2014، حين سقط ثلثا الصحفيين في مناطق نزاعات، بينما قتل ثلثا الصحفيين هذا العام في مناطق سلام، ليرتفع مع حصيلة هذه السنة إلى 787 العدد الاجمالي للصحفيين الذين قتلوا منذ العام 2005 بسبب مهامهم أو أثناء مزاولة نشاطهم وذلك بحسب مكتب أخبار سوريا.

يذكر أن حالات قتل الصحفيين في سوريا خلال الأعوام 2012 و2013 و2014، تجاوزت جميع الحالات الأخرى في العالم، فيما يعكس التراجع في عدد الصحفيين القتلى في سوريا خلال 2015 تناقص عدد الصحفيين الذين يعملون داخلها.

محمد امين ميرا | مصدر