دكتوراه في الإعلام – فرنسا :
اطلعت على تصريحات لبعض أعضاء الائتلاف،  تعكس معرفة بالسياسة شبيهة بمعرفتي باللغة الصينية، فقد قال هشام مروة بأن “روسيا تسعى إلى الرّد على مخرجات مؤتمر المعارضة الموسع في الرياض، وخلط الأوراق من خلال ارتكاب المزيد من المجازر واستعمالها للتغطية على الهروب المتعمد من تلبية الاستحقاقات الدولية”.
لعل السيد مروة لم يكن لديه وقت لمعرفة أن الاعتداءات الروسية والمجازر البشعة التي ترتكبها بدأت قبل مؤتمر الرياض بكثير وبالكثافة نفسها، وأن كل أطفال سورية الذين استشهدوا، كانوا قد قضوا بصواريخ  وبتوجيهات روسية أيضاً، أضف إلى ذلك أن الاحتلال الروسي لسورية قد بدأ قبل المؤتمر بأشهر.
 إن الائتلاف لم يفهم بعد، أو أنه يتجاهل تحت وطأة “فرك الأذن” الدولية أن روسيا احتلت سورية أصلاً من أجل أن يحضر خوجا، والبحرة ومعاذ الخطيب، والجربا  مؤتمر الرياض، ولعل أعضاء الائتلاف، لا يعلمون أن الدول العربية نفسها والتي كانت تقف ظاهرياً في صف الثوار أوعزت إلى أتباعها بوقف توجيه السلاح إلى الأسد، وافتعال المشكلات على الساحة الداخلية، بين الفتح والحر، وبين بعض الفصائل والنصرة.
أبدينا موقفنا السلبي من المؤتمر، مدخلاته ومخرجاته، وشككنا في أهدافه، في مقالنا السابق المنشور في هذه الجريدة، وقد تلقينا بعض الانتقادات المختلفة.
بعض الذين انتقدوا، رأوا أن حكومة جديدة مهما كانت “لعينة”، فستكون أرحم من الأسد، وسيعود المهجرون إلى بلادهم على الأقل. قالت الانتقادات: ليس أمامنا حل آخر، والرمد خير من العمى، وإن “لؤياً” خير من بشار. انتقادات أخرى انصرفت للشتم والاتهام بوضع العربة أمام الحصان، وذهب بعضها للادعاء بغيرتنا من الحاضرين، حيث لم “يلتكش” بنا أحد.
أيا كانت التعليقات، فنؤكد، أننا لن نكون أبداً، مع أي دولة عربية أو إقليمية تركت الشعب السوري يذبح خمس سنوات كاملة، وهي تتفرج عليه، ولعبت أقذر الأدوار في إخراج السوريين من أرضهم، ثم بدأت بإذلالهم والتنكيل بهم بل وبقذف بعضهم داخل الحدود السورية، ولن تغرّنا الاستعراضات الإعلامية التي كانت تدعي غير ذلك.
لن نكون مع ماما ميركل التي تريد أن تفرغ سورية من السنّة ولا عمو أمريكا، ولا جدو كندا. وفي الوقت نفسه فلن نكون مع معاذ الخطيب الذي جاء من الهندسة إلى السياسة، فطالب الأسد بجوازات سفر وعرض الترشح أمامه في الانتخابات، وما اعترض مرة إلا ووافق. ولن نكون أبدأ مع الجربا الذي قال مرات إنه لن يذهب إلى جنيف وذهب، ولن نكون مع أي شخصية في الائتلاف أو المجلس الوطني أو المعارضة بشكل عام، تبيع الشهداء وتنسى دمائهم، لن نكون مع سياسيين مصابين بالزهايمر وأول ما نسوه دماء شهدائنا.
لن نساوم على مبادئنا، ولم نثر ضد الأسد حتى نرضى بعلي مملوك، أو حسن عبد العظيم، سنبقى نعارض بسمة قضماني التي ثبت أنها عضو في المحفل الماسوني، وسنعارض على الدوام المناضلة رندة قسيس التي ما فتئت تناضل لفض غشاء البكارة في بلد إسلامي، والمنزعجة من قول المسلمين “إن شاء الله”.
لا أشك أن القارئ يعلم أن “المجتمع الدولي” اتفق على حل سياسي لتصفية الثورة، فليس هناك ثورة تنتهي بمؤتمرات واجتماعات،  بل تنتهي باستئصال للطاغية وأركان حكمه.
أما أن تقوم الدول الإسلامية قبل الغربية بفرض شخصيات منبوذة،  تكاد لا تختلف عن الأسد في شيء، وتقوم بتجريد الثوار من السلاح وإقصائهم وملاحقتهم، فلن يلقى منا إلا الرفض والتشهير. هذا ما عندنا فهاتوا ما عندكم.