سقوط قتلى وجرحى

رجحت مصادر أمنية إسرائيلية أن حادثة إطلاق النار التي نفذها شخص وسط تل أبيب وأودت بحياة 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين الجمعة 1 يناير/ كانون الثاني 2016، لها دوافع أمنية، وأشارت إلى أن منفذها عربي لا زال فاراً حتى كتابة الخبر.

 

إطلاق النار وهجمات باريس

 

وتحدثت سيدة فرنسية تمتلك مركزاً للتجميل عن شعورها بالرعب مما استدعى إلى ذاكرتها مشاهد الهجمات التي وقعت في باريس منتصف نوفمبر الماضي وأسفرت عن مقتل130 شخصاً.

وأظهرت كاميرات المراقبة رجلاً يضع نظارات ويحمل حقيبة ظهر في متجر لمنتجات الحميات الغذائية حيث أخرج منها سلاحاً ووقف أمام باب المتجر وبدأ بإطلاق النار من مسافة قريبة على زبائن حانة “سيمتا” المجاورة.

في ذات المكان يرجح أن تكون وقعت إصابة الشخصين اللذين توفيا لاحقاً متأثرين بإصابتهما وأحدهما الطالب في القانون والتجارة آلون باكال الذي تعرف والده إلى جثته. والزجاج المحطم والكراسي المقلوبة تدل على حجم الذعر الذي انتاب الزبائن.

ويرجح أن الرجل تابع طريقه على نفس الرصيف وأطلق النار على مقهى ثان كان يتواجد فيه العديد من الأشخاص عشية عطلة السبت اليهودية، على بعد 150 متراً من الحانة الأولى الواقعة في هذا الحي الذي تقصده أعداد كبيرة من الزبائن.

وأعلنت أجهزة الإسعاف أن 7 أشخاص أصيبوا أيضاً بجروح.

سائح فرنسي يدعى ألكسندر لامبيزكان في أحد المقاهي المجاورة قال “لقد سمعت النيران، ورأيت الناس يهرعون في الشارع. سمعت صيحات وشاهدت الرجل الذي أطلق النار. كان يرتدي سترة رمادية اللون ولقد فر راكضاً”.

وأضاف “حضرت إلى ذهني مباشرة اعتداءات باريس وباتاكلان”.

 

مطاردة المسلح

 

وأُطلقت حملة مطاردة واسعة النطاق في وسط تل أبيب للعثور على مطلق النار الذي استهدف اثنين من المقاهي بسلاح يعتقد أنه رشاش بينما بثت القنوات التلفزيونية المحلية على الهواء مشاهد لرجال شرطة مسلحين خلال تمشيطهم للشوارع في المنطقة التي يشتبه بأن المسلح اختفى فيها.

وبينت المصادر أن منفذ عملية إطلاق النار في شارع دزينغوف، وسط تل أبيب، عربي الهوية، من منطقة وادي عارة شمالي إسرائيل.

وقد شهدت تل أبيب سلسلة هجمات شنها فلسطينيون خلال الانتفاضة الثانية بين 2000 و 2005 لكن المدينة هادئة نسبياً منذ بدء موجة الهجمات الحالية التي يقوم بها فلسطينيون بشكل فردي، وخصوصاً بالسلاح الأبيض لكن أيضاً بالنيران أو عبر الدهس بالسيارات.

 

وفي المكان لا تزال الفوضى سائدة بعد وقوع إطلاق النار. وكان مئات من عناصر الشرطة يجوبون الشوارع ومداخل المباني بحثاً عن مطلق النار.

وعثر المحققون على ملقن سلاح من نوع “سبكتر” كما أفادت وسائل الإعلام. ورفضت ناطقة باسم الشرطة تأكيد معلومات مفادها أنه عثر في حقيبة الظهر التي كان يحملها مطلق النار على نسخة من القرآن الكريم.

وروت صاحبة صالون تزيين قرب الحانة أنها سمعت طلقات نارية وصرخات وبكاء.

وقالت “لقد ارتميت أنا والزبائن أرضا كي لا يرانا الإرهابي. كل الأمر استغرق عشرين دقيقة، كنا نرتجف من شدة الخوف وعانقنا بعضنا البعض”.

وأضافت “قبل ذلك بدقيقتين كنت في الخارج، أدخن سيجارة، إنها أعجوبة، لأنني لو بقيت في الخارج لكنت قتلت”.

 

ظاهرة الطعن وزيارات اليهود للقدس

 

وقتل 21 إسرائيلياً ومواطن أميركي الشهرين الفائتين في هجمات فلسطينية بالطعن والدهس وإطلاق النار الأمر الذي أثار مخاوف من تصعيد أوسع بعد مرور 10 سنوات على احتواء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وأصبحت حوادث العنف تقع يومياً في الضفة الغربية والقدس وإسرائيل خلال الشهرين الماضيين مع تزايد زيارات اليهود للحرم القدسي الشريف.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بمحاولة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً بين المصلين المسلمين واليهود، بحيث يتم تخصيص وقت محدد لدخول المصلين اليهود دون السماح بوجود مصلين مسلمين في ذات الوقت.

وتشهد الأراضي الفلسطينية، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية إسرائيلية.

huffpostarabi