اصدر الصحفي الألماني “تودنهوفر ” من داخل الأراضي السورية رسالة جديدة بعد لقاءه برأس النظام السوري “بشار الأسد “و”قائد جيش الإسلام ” وجـاء في نص الرسالة :

أصدقائي الأعزاء !
منذ عام تقريباً كنت وإبني فريدريك في أراضي الدولة الإسلامية.

هذه المرة نحاور أحد قادة ما يسمى بالمعارضة المعتدلة “جيش الإسلام ” ثم نجري حواراً مع الدكتاتور السوري بشار الأسد.

لا أبدي اهتماماً بالنقد المعتاد لذلك فمن يسعى للسلام لابد أن يتحدث مع الجميع وفي بعض الأحيان مع الشيطان.

إلتقينا بالحاج عمر ” اسمه المستعار ” في دمشق. تقع تحت سيطرته الغوطة احد ضواحي دمشق و 3000 مقاتل.

تنتمي مجموعته لما يسمى بالجبهة الإسلامية المدعومة من السعودية وتتعامل بشكل واسع مع فرق القاعدة جبهة النصرة.

منذ حوالي عامين والغوطة محاصرة من قبل قوات النظام السوري. وقد استغرق الحاج عمر 3 ساعات لكي يخرج من خلال أنفاق سرية تحت الأرض. في أوقات السلم لا تحتاج المسافة لأكثر من 15 دقيقة.

الحاج عمر مسلح بشكل كامل ببنطاله بندقية إيطالي بريتا M12 وفي سترته قنبلتين يدويتين ويرتدي حزاما ناسفا.

كان هناك 20 مقاتل لتأمين المنزل الذي كنا فيه.

رغم أن أجواء الحوار كانت مشحونة بالكثير إلا أنه دعانا لزيارة الغوطة وتأمين سلامتنا وأن يذبح لنا خروف كل يوم.

سياسيا هو شخص متصلب يقول أن السلام لا يمكن أن يوجد إلا عندما يتوقف النظام السوري والروس على قصف القنابل وفك الحصار وإخراج كافة المعتقلين السياسيين. كما ينبغي ألا يدخل الأسد في أي إنتخابات جديدة وليس له فرصه في الفوز ولن يعترفوا من الأصل بأي إنتخابات يدخل فيها.

سمى لنا أفضل أصدقاء الجبهة الإسلامية وهي السعودية وقطر وتركيا وفرنسا وأوصاني بإيصال أرقى التحيات لفرنسوا أولآند وشكره على دعمه. أوباما أيضًا ليس رجل سيء.

عبر عن إستياءه من هجمات باريس وهو أيضًا عانى مع الفرنسيين من الدولة الإسلامية هم أيضًا أعداءه وهمج كفار ليس لهم صلة بالإسلام.

رغم ذلك تمنى ذبح الشيعة في حوارنا الذي دام لمدة ساعة.

علي الجانب الآخر قابلنا بشار الأسد في مركز لإستقبال الضيوف وسط العاصمة السورية.

علامات التقدم في السن وملامحه بدت أقسى من ذي قبل.

بشار يشعر بتحسن واضح بعد التدخل الروسي ورغم ذلك فهو على استعداد مشروط للتحاور مع جميع الفصائل عدا القاعدة والدولة الإسلامية.

وهو يري أنه عندما تتوقف السعودية عن دعم الإرهاب وتغلق الحدود التركية في الدولة الإسلامية يمكن تحقيق نصر نسبي سريع على الدولة الإسلامية وفي النهاية تستطيع سوريا الموحدة القضاء عليهم.441

تكلمنا عن فك الحصار وإخراج المعتقلين ودخول المواد الغذائية. رفضنا البراميل المتفجرة التي تقتل أعداد غير محدودة من الناس وكذلك القنابل الروسية والغربية والديمقراطية التي تقتل 90% من المدنيين .كان حوار صعب دام أكثر من ساعتين.

كرجل ديموقراطي لست مع بشار الأسد ولا مع المتمردين الذين يعملون مع القاعدة. انا مع السوريين وحلمهم بالسلام.

في المساء إلتقينا 1000 طفل سوري الذين تبرعت لهم ب 50000 يورو من أرباح كتابي “الدولة الإسلامية من الداخل ”

البعض فرح وآخرين غرقي في الدموع.

بإسم هؤلاء الأطفال أناشد الجميع أوقفوا هذه الحرب التي لا هوادة فيها.

 

سامر دحدوح | مصدر