تفاعلت شخصيات سورية معروفة بشكل كبير مع تفجيرات العاصمة الفرسنية التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى، مع التذكير بأن هذه التفجيرات هي من صنع بشار الأسد ونظامه الذي أوجد التطرف ورعاه.
ورجع كثير من السوريين بذاكرتهم إلى كلام لمفتي النظام أحمد حسون قاله على شاشة التلفزيون قبل 4 سنوات، عندما هدد أوروبا ومن ضمنها فرنسا بإرسال أشخاص ينفذون تفجيرات على أراضيها.
وكان حسون حينها يخطب في مجموعة أتت إلى سوريا لإبداء تعاطفها مع النظام، قائلاً أمامها: “مع انطلاق أول قذيفة صوب سوريا ولبنان، سينطلق كل واحد من أبنائها وبناتها ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين،  أقولها لكل أوروبا وأقولها لأمريكا سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان، فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأنتم من ظلمتمونا”.
وتابع حسون ذاكراً فرنسا بالاسم: “سنقول لكل عربي ولكل إنساني لا تعتقدوا أن من سيقوم بالاستشهاد في أراضي فرنسا وبريطانيا وأمريكا سيكونون عربا ومسلمين بل سيكون محمد درة جديد وسيكونون كل الصادقين الجدد”.
وقد وجهت شخصيات سورية انتباه باريس إلى إمكانية ضلوع مخابرات بشار الأسد في التفجيرات، انطلاقا من التهديدات الصريحة التي أطلقها حسون، وهو يتولى أعلى منصب ديني في النظام.
وقال الإعلامي الشهير فيصل القاسم: “أحمد حسون مفتي بشار الأسد: هل كان يمزح يا ترى عندما هدد أوروبا قبل سنوات بالاستشهاديين؟ تذكروا أنه كان ينقل تهديدات المخابرات السورية”.
وأضاف: “سؤال لفرنسا: بما أنكم تعلمون أن داعش الإرهابية التي اعتدت على باريس أمس هي صنيعة بشار الأسد، فلماذا تتجاهل طائراتكم بشار وتذهب لقصف داعش”.
بدروه علق الناشط والمعارض بسام جعارة قائلا: “ألم يهدد أحمد حسون مفتي بشار بتفجير أوربا.. لماذا لم يوضع على قائمة المطلوبين بتهمة التحريض على الإرهاب؟!”.
ووافقه الناشط “أبو حيدرة القلموني” معلقا: “قالها مفتي بشار القذر علنا وخصّ فيها أوروبا وبالتحديد فرنسا.. أنّهم سيفجرون. أيّن هولاند من هذا الإرهابي!”.
واختار الصحفي السوري محمد بصبوص إرسال رسالة إلى حساب الخارجية الفرنسية الرسمي على تويتر خاطبها فيه: “الذي نفذ العمليات الإرهابية في باريس هم عملاء الأسد وإيران، وهذه فتوى شرعية من مفتي سوريا”، مرفقاً كلامه بالمقطع الذي يحوي تهديدات حسون لفرنسا.
لكن اهتمام الناشط الحقوقي البازر ملهم الحسني بالقضية أخذ منحى أعمق، عندما روى قصة لقائه بالسفير الفرنسي في دمشق أواخر عام 2009، حيث طلب السفير مقابلة الحسني لاستطلاع أوضاع الناشطين في حقوق الإنسان والانتهاكات التي يمارسها نظام الأسد بحقهم.
وباغت الحسني سفير فرنسا عندما أخبره بأنه على علم بزيارات سرية يقوم به رئيس أمن الدولة اللواء علي مملوك إلى باريس كل نهاية أسبوع ويلتقي بالرئيس نيكولا ساركوزري، بعد أن بنى الرجلان “علاقة صداقة قوية”، حيث قدم مملوك نفسه بصفة خبير في التعامل مع قضايا الإرهاب والإرهابيين.
وقد وجه السفير الفرنسي سؤالا إلى الحسني عن كيفية مساعدة فرنسا لمعتلقي الرأي الذين يزج بهم بشار الأسد في سجونه، فكان رد الحسني: يجب أن تتوقفوا عن استقبال المجرمين من رؤوساء أفرع المخابرات… الأسبوع الفائت كان اللواء علي مملوك بضيافة رئيس فرنسا، و كل عطلة نهاية الاسبوع يذهب اليكم بشكل سري و أنت من تنثق دائما لتلك الزيارات.
فأبدى السفير دهشته، وقال: نعم صحيح.. كيف حصلت على تلك المعلومات؟، فرد “الحسني”: لايهم سيادة السفير، المهم أنكم تستقبلون مجرمين و ثم تطلبون من النشطاء أن يجتمعوا معكم و تقدموا كل التعاطف معهم و مع أهاليهم المعتقلين.. فكيف لنا أن نفهم تلك الازدواجية في التعامل؟!.
وكان جواب السفير: نحن على علم بأن النظام يقوم بانتهاكات ولكن علاقتنا مع علي مملوك هي ضمن مجال الإرهاب فقط.
وأخيرا أبدى الناشط “ياسين أبو رائد” تعجبه من إحجام دول العالم عن قصف مسقط رأس بشار الأسد باعتباره منبع الإرهاب والتطرف، فقال ساخراً: كل المدن في العالم ستدفع ثمن دعمها للإرهاب إلا القرداحة ، فهي مدينة الحب والسلام والإيمان”