من المفيد اليوم للأمة الإسلامية والعربية تحجيم علاقاتها مع السرطان الفارسي.

قامت حكومة المملكة السعودية بإعدام سبعة وأربعين شخصاً اتهموا بالإرهاب والتخطيط للانفصال، وقد لاحظت كما لا حظ المتابعون، استنفاراً إيرانياً غير مسبوق بسبب إعدام نمر باقر  النمر، مع أنه سعودي.
لا أناقش مسألة الإعدام بالذات، ولكنني أتوقف عند الذي فعلته إيران الشيعية، من أجل رجل من مذهبها وليس من أهلها، لدرجة التهديد بالانتقام والقيام بالاعتداء على المرافق السعودية في طهران.
“يعجبني” دفاع إيران عن الشيعة في العالم مع أنهم ليسوا إيرانيين، و”يعجبني” دفاع البابا عن النصارى في العالم مع أنهم ليسوا من الفاتيكان، كما “يعجبني” دفاع العالم الغربي عن مسيحيي أفريقيا وآسيا علماً أنه عالم يدعي العلمانية.
لا نستطيع أن ننسى كيف قامت دول كبرى باحتلال وتفتيت دول أخرى صغيرة باسم الدفاع عن النصرانية، لا القومية.  لدرجة أن  العالم المسيحي اقتطع سومطرة الإندنوسية بالقوة من المسلمين. وتعتبر فرنسا نفسها مسؤولة عن لبنان بسبب وجود المسيحيين فيها، والذي تابع ما حدث في مالي وإفريقيا الوسطى يعلم تماماً ماذا تعني النصرانية لهذا الغرب العلماني. والذي يرى ما تفعله إيران كل يوم من جرائم بحق البشرية جمعاء يعلم ما معنى دفاع “الفقيه” عن الشيعة.
أما السنة فلا بواكي لهم، يكفي أن نتذكر ما يفعله الشيعة والعلويون ومن ورائهم المجتمع الدولي بسنة سورية، ويكفي أن نتذكر ما فعلته إيران بسنّة العراق. بل وبعيدأ عن العرب والعروبة، فلنتذكر ما فعلته حكومة بورما بمسلميها من السنة، دون أن ينبس المسلمون ببنت شفة، خوفاً من اتهامهم بالإرهاب. وكل يوم يتعرض اللاجئون المسلمون في أوروبا إلى الضرب و الإهانة، إلا أن دولة سنية واحدة لم تفعل شيئاً لهؤلاء. بل تقوم معظم الدول “الإسلامية” بالوقوف مع الغرب في معاقبة أبنائها المسلمين واتهامهم بالإرهاب.
بالعودة إلى السعودية وإيران، فليس المستغرب أن تقطع الرياض علاقاتها بهؤلاء “الهمج المتستّرين بزي إسلامي”، بل المستغرب أن تنتظر كل هذا الوقت قبل أن تفعل.
المستغرب أن يصبر سنة السعودية على ما فعلته إيران بالمسلمين في أفغانستان والعراق وسورية واليمن.  ونندهش من أن تستمر الثورة السورية خمس سنوات لا يقتل بها إلا السنة، والحديث بالعموم طبعاً، ولا تقوم دولة مركزية كالسعودية بالرد على جريمة الإبادة هذه. ولو تدخلت الدول الإسلامية لصالح الشعب السوري لهزمت إيران للأبد.
أ لم يقل الخميني بأنه لا يمكن تحرير فلسطين دون تحرير مكة، أ لم يقل رضا بناهيان، أن طريق القدس يمر بمكة والمدينة، أ لم تسعَ إيران على الدوام لخلق تجمعات بشرية مفسدة في الدول الإسلامية كافة، ومع صمت سعودي وإسلامي مريب.
نحن لم نطالب الرياض يوماً بقطع علاقاتها مع طهران، بل طالبنا بالوقوف  في وجه العدو الإيراني عسكريا واقتصاديا، ومحاصرته والعمل على إضعافه، إن لم نقل أكثر من ذلك. لقد حذرنا على الدوام من إيران كما حذرنا من الكيان الصهيوني فهما وجهان لعملة واحدة.
من المفيد اليوم للأمة الإسلامية والعربية تحجيم علاقاتها مع السرطان الفارسي البغيض الذي يحارب ديننا ويحتل أرضنا ويبيد أهلنا. لا نريد قطع العلاقات فقط، بل نطالب بسيف عمر رضي الله عنه، وتأديب فارس وإطفاء نارها.