عبيدة طفل لم يتجاوز عمره العام ونصف ، بترت ساقه في درعا بعد سقوط برميل متفجر قرب بيتهم ، تم نقله إلى الأردن لإكمال العلاج والحصول على طرف صناعي .
عبيدة يمكث اليوم في مركز سوريات عبر الحدود في عمان بمرافقة جدته التي تقول ” أن والدة عبيدة أصيبت معه ولم تستطع مرافقة صغيرها إلى الأردن ما اضطرها لأن تقوم بالمهمة ومتابعة علاج حفيدها ” .
وتضيف الجدة أن ” عبيدة ينتظر ريثما يتماثل ساقه المبتورة للشفاء من أجل تركيب طرف صناعي له ، وبعدها سيتم تعليمه المشي لكي يمارس حياته الطبيعية ”
الأطراف الصناعية علاج بحاجة لاستمرار.


عبيدة الذي لم يدرك حقيقة مأساته بعد ، نظرا لصغر سنه ، ليس سوى نموذج ، لمئات الأطفال الذين فقدوا أطرافهم خلال الهجمات التي ينفذها نظام الأسد على مناطق المدنيين في سوريا ، غير أن المشكلة لا تتوقف عند تركيب الأطراف الصناعية فقط ، بل هذا النوع من العلاج بحاجة للتدريب والتأهيل المستمرين ، كما أنه بحاجة لعمليات 12400599_852154628238488_4294253951844604345_nمستمرة كلما تطور عمر الطفل .


ويستقبل مركز سوريات عبر الحدود في العاصمة الأردنية عمان ، والذي أنشأته سيدات أعمال سوريات ، عدد كبير من حالات البتر لأطفال دون العاشرة من العمر ، وهم ينتظرون تركيب الأطراف الصناعية ، بإشراف مختصين سوريين ومتطوعين من عدد من دول العالم .


ومن هذه الحالات، عيد البالغ من العمر ثماني سنوات والذي فقد ساقية الاثنتين وأخته الصغرى يمنى (خمس سنوات) والتي فقدت ساقا واحدة في أحد التفجيرات التي أدت إلى قتل والدتهما .


ويقول الدكتور عامر الحافظ مدير مركز سوريات عبر الحدود ، أن الطفلان خضعا لعدد من العمليات الجراحية خلال الشهرين الماضيين وهما بحاجة لشهر آخر ريثما تلتئم الجراح ويصبحا جاهزين لتركيب الأطراف الصناعية .


ويضيف الحافظ ، أن من يشرف على تصنيع الأطراف للطفلين هو خبير أميركي يعاني من المشكلة ذاتها، فهو أيضا تعرض لبتر ساقيه في فيتنام ويستخدم طرفين صناعيين منذ ذلك الوقت .


وعن التحديات التي تواجه الأطفال الذين يستخدمون الأطراف الصناعية ، يتابع الحافظ ، أن الأطفال تنمو أجسادهم بسرعة وهو ما يضطرهم لضرورة تبديلها باستمرار لافتا إلى أن هذه المتابعة بحاجة لتكاتف جهود كثيرة ومراكز أكثر تستطيع متابعة الطفل الذي يستخدم أطرافا صناعية .


وأشار مدير المركز إلى أن الأطفال أكثر تقبلا وتأقلما مع الأطراف الصناعية من الكبار وهم يتجاوبون مع التدريب على المشي بسرعة أكبر وهو أمر حسب رأيه يساعد المريض فيما بعد على تقبل وضعه عندما يكبر ويصبح شابا .


تجدر الإشارة إلى أن هناك عدد من المراكز التي أنشأها سوريون في الدول المجاروة ومنها تركيا على وجه الخصوص والتي تقدم خدمة الأطراف الصناعية لمصابي الحرب في سوريا مجانا .


كما قامت جمعية الأمل الفرنسية خلال السنوات الثلاث الماضية ، بعلاج عدد من الاطفال المصابين السوريين الموجودين في الأردن ، عبر نقلهم إلى فرنسا ومعالجتهم .


ويشير الدكتور اسماعيل مطاوع ، أحد المتطوعين السوريين في الجمعية ، إلى أن جمعيتهم استقدمت حتى الآن أكثر من 15 طفلا سوريا ، منهم من قامت بإجراء عمليات جراحية صعبة لهم ، ومنهم من تم تركيب أطراف صناعية له بإشراف نخبة من الأطباء الفرنسيين ، لافتا إلى أن الجمعية تتحمل كافة التكاليف لمعالجة الطفل والتي تقدر في بعض الحالات بأكثر من 20 ألف يورو .

سامر دحدوح | مصدر