أثارت مقالة في صحيفة “الأخبار” اللبنانية المحسوبة على إيران موجة من ردود الفعل المعترضة عبر حسابات كتاب وناشطين ومثقفين سوريين على موقع فيسبوك.

وحملت المقالة عنوان “فدوى سليمان… رحل صوت سوريا الكئيب”، دون ورود أي إشارة إلى اسم كاتبها، وتم نشرها في قسم “ثقافة وناس” بعد ساعات من رحيل الفنانة السورية فدوى سليمان في العاصمة الفرنسية باريس عن 47 بعد معاناة مع مرض السرطان.

واتهمت الكاتبة والصحفية السورية ديمة ونوس الصحفي وسام كنعان بكتابة المقالة المثيرة للجدل، بينما ألمح إبراهيم الجبين إلى وقوف الروائي خليل صويلح خلف المقالة، فالأخير هو أبرز الكتاب السوريين المتخصصين بالشأن الثقافي في جريدة الأخبار.

وبدأت المقالة عبر الغمز من الشهرة التي طالت الممثلة الراحلة بعيد انطلاق الثورة السورية، مشيرة إلى أن “كل سنوات الشغل في المسرح والتلفزيون والدوبلاج” لم تصنع “إلا القليل من الشهرة بالنسبة إلى الممثلة السورية فدوى سليمان.. بينما كانت مظاهرة واحدة في مدينة حمص مطلع عام 2011 كفيلة بأن تقذفها إلى الصف الأّول من الضوء دفعة واحدة، ليس من نافذة الفن الذي احترفته، بل من بوابة “الثورة” التي تحّمست لها سليمان”.

وشاركت فدوى سليمان في العديد من المظاهرات الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد في دمشق وحمص، واشتهرت بوقوفها إلى جانب حارس كرة القدم والمنشد عبد الباسط الساروت في مظاهرات حيي البياضة والخالدية في حمص، وباتت من أبرز المطلوبين للنظام.

وكتب المخرج السوري عروة نيربية على صفحته الشخصية على فيسبوك (يا كاتب مقال ”الأخبار” عن فدوى، يوم رحيلها، أيها الملثم بإخفاء إسمك مثل “ارهابي” من زعران الزعيم السابق لجبهة النصرة أبو محمدالجولاني… كيف تحتمل العيش وأنت نذل الى هذه الدرجة؟ كيف تحتمل العيش وأنت بهذه الخسة؟)

ومضت صحيفة “الأخبار” لتقول إن “المشوار المهني الصعب خلق لفدوى نوعاً من الكآبة في حياتها.

كانت دائمة الشرود والتأمل، ولم يكد الحزن يفارق وجهها إلا فيما ندر، رغم طاقة الحب التي كانت توزعها على الأصدقاء المحيطين بها”.

واختتمت الجريدة مقالها بالإشارة إلى أن “الموت أعاد الممثلة السورية إلى الواجهة من جديد، مّرة من خلال نعوات نبيلة لا تريد سوى مواكبة الحدث الجلل بشيء من العزاء، ومرة أخرى بركوب الموجة والمتاجرة السياسية الرخيصة حتى بالمناسبات الحزينة وحالات الفقد”.

وقال الشاعر السوري نوري الجراح إنه “ما من انحطاط يمكن ان يبلغ ما بلغته صحيفة المخابرات الإيرانية الأخبار في تشفيها بشهيدة السوريين الماجدة فدوى سليمان”، وفق ما كتب على فيسبوك.

وفدوى سليمان خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، شاركت في عدد كبير من الأعمال المسرحية مثل ”سفر برلك“، و“بيت الدمى“، وكذلك في التلفزيون مثل: يوميات أبو عنتر و هوى بحري و نساء صغيرات، إلى جانب الفيلم السينمائي “نسيم الروح” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، وعشرات المشاركات في الدوبلاج.

 

 

 

 

عن راديو سوريالي